الدولة في عيون أبناءها المخلصين لها، في كل العالم الحديث والقديم، هي أكبر من سلطة حاكمة، وأكبر من معارضة قائمة، الدولة لا تُهدم، ولا تُخان، ولا يُعبث بأمنها، ولا يُهدد استقرارها، من أجل مظلمة خاصة، بشخص، أو فئة، أو فصيل، أو خلاف سياسي، أو فشل اقتصادي، أو هزيمة في معركة، أو قرار خاطئ.
الدولة المصرية:
– هي قرابة ال 120 مليون مواطن على قيد الحياة، وهؤلاء لهم امتداد من الآباء والأجداد عبر قرون الزمان بلغ أكثر من 7000 آلاف سنة.
– وهي قرابة ال 1,200000 كم2 من الأرض، والموقع الاستراتيجي الذي جعلها مطمع الغزاة، على مر العصور، وبذل أبناؤها دماءهم دفاعاً عن أرضها، وحدودها.
– وهي المؤسسات الوطنية القائمة، والتي وظيفتها الأساسية هي: خدمة، ورعاية، وحفظ أمن، وتحقيق مصالح، هذا الشعب، على هذه الأرض، هذه المؤسسات، ليست وافدة، أو مستوردة، فمن يقوم عليها، أو منتسب إليها، هم جزء لا يتجزأ من هذا الشعب، البالغ عدده قرابة 1,200000 مصري.
فهذه الدولة العظيمة، لا بد وأن تحتضن أبناءها، وتحافظ عليهم، وتحيطهم بالرعاية.
وأبناء الدولة هم: الشعب، كل الشعب، بكل مكوناته مسلمين وغيرهم، من في السلطة، ومن في المعارضة، من ينتسب إلى مؤسسات الدولة، ومن لا ينتسب إليها بوظيفة، ولكنه يخدم دولته في مجاله، أبناؤها هم كل مواطنيها، على اختلاف دينهم، وأفكارهم، وطبقاتهم الاجتماعية، وإنحيازاتهم السياسية.
فإذا حدث بين أبناء الوطن الواحد، خلاف سياسي، تطور إلى مالا يجب، أو إلى مالا يُحمد عقباه من قتال، أو اقتتال، كما حدث في أغلب دول العالم الحديث، والقديم، فلا بد وأن تكون هناك قلوب رحيمة، وعقول حكيمة، لتحقيق الصلح وإيقاف هذا الاقتتال، وجمع الكلمة، وتوحيد الصف.
{هذا هو فعل الشرفاء في كل دولة، سواء في السلطة أو المعارضة أو الشعب، الشرفاء هم من يخمدون الحرائق، ويصلحون بين أبناء الوطن الواحد}
وإذا كان الصلح خير على العموم، فيكون واجباً عندما يتهدد الدولة أخطار، أو يتربص بها الأعداء، وهذا حال مصرنا الحبيبة الآن.
{وبعد ازدياد التصريحات، والصيحات، والتحذيرات الإعلامية، من إعلاميين محسوبين على السلطة، وغيرهم، وفي ظل العدوان الصهيوني على غزة، على حدودنا الشرقية، وبعد أن بدى للجميع، أن هناك سيناريوهات صهيونية أمريكية، تريد الإضرار بمصر، بأمنها، وحدودها، وجب على كل الشرفاء في المؤسسات، والمعارضة، والشعب المصري، أن يسعوا إلى تحقيق مصالحة مجتمعية لتوحيد الجبهة الداخلية في مواجهة الأخطار الخارجية}
ولقد دعوت المعارضة المصرية في ٣١- ٧- ٢٠٢٥ بالتوقف عن أي فعل أو تصريح يمكن أن يستغله العدو الصهيوني وحليفه الأمريكي لإحداث فوضى داخل مصر لتنفيذ مخططهم بتهجير أهل سيناء
اقرأ أيضًا: نصيحتي للمعارضة المصرية |
واليوم أدعو الشرفاء، داخل مؤسسات الدولة، أن يعملوا على تحقيق مصالحة مجتمعية، ليست مصالحة مع شخص أو جماعة أو فصيل، بل مجتمعية لا تخص، ولا تستثني، عن طريق العمل على تحقيق خطوات، تُهيء المجتمع المصري، إلى مرحلة جديدة، من السلم المجتمعي، والإصلاح الحقيقي، وذلك عن طريق:
١- التصفير المرحلي، لملف السجناء السياسيين، يبدأ بتحسين الأوضاع الداخلية، والعفو، والإفراج، عن السيدات وكبار السن، والمرضى، تمهيداً لإفراغ السجون بضمانات تراها المؤسسات للحفاظ على السلم والأمن المجتمعي.
٢- فتح حوار حقيقي، بين مؤسسات الدولة، ومواطنيها في الداخل، بهدف وضع الحلول المناسبة، لحل المشكلات، والنقاش حول القضايا محل الخلاف، للقضاء على التخوفات، وإزالة الهواجس.
٣- التعاطي مع ملف المصريين بالخارج، والمحسوبين على المعارضة، ومحاولة تسويته، بما يحافظ على علاقة المواطنة، والحقوق المتبادلة، بين المواطن ودولته، يبدأ بتجديد الإقامات، وتيسير التعاملات عبر سفارات وقنصليات الوطن.
٤- فتح حوار وتواصل حقيقي، بين الدولة ومواطنيها بالخارج، بهدف تصفير أزمتهم وإنهاء محنتهم، وعدم استغلال غضبهم من جهات معادية، للإضرار بالدولة المصرية، وتيسير العودة الآمنة لمن يرد ذلك منهم.
هذه الخطوات – من وجهة نظري- قد تقود الجميع نحو خطاب واعي وسلوك متزن، يصب في صالح وطننا مصر.
وأخيراً:
نحن أبناء وطن واحد، تاريخنا واحد، جذورها واحدة، مستقبلنا واحد، همنا واحد، أملنا واحد، فلابد وأن نخرج من مصيدة الماضي، إلى فضاءات الحاضر، والمستقبل.
كم من دولة حدثت فيها مظالم ومآسي واقتتال وهي الآن تحيا حياة السلم والأمن والنهضة؟؟
وأضرب مثالاً بـ«رواند» لن أتحدث عنها ولكن اقرأوا حضراتكم ماذا حدث فيها وما هي عليه الآن.
اللهم: احفظ مصر وكل من أرادها بخير.
اللهم: انتقم ممن أراد أو يريد بها وشعبها شرًا.