سيد فرج يكتب: سوريا الحرة على مفترق الطرق
بلا مقدمات، سنحاول وضع اليد على خارطة الواقع السوري، الذي بدى دخان ناره في الصعود، فبعد إسقاط الثورة لنظام بشار،
فرح السوريون، وكل أحرار العالم بإسقاط هذا الطاغية، الذي أذاق شعبه صنوف العذاب، والإذلال والتشريد، والقتل.
هذا المجرم لكي يظل في السلطة، ارتكب مجموعة من الجرائم أكتفي هنا بذكر أربعة منها وهي كالتالي:
الجريمة الأولى:
«فرق الشعب السوري لطوائف وكيانات متصارعة..»
فرقهم شيعاً، سنة، وشيعة، وعلويين، ودروز، وأكراد، ومسيحيين، و….
الجريمة الثانية:
«العمالة والخيانة، يحقق مصالح أسياده»
فقد كان عميلاً لإيران وروسيا بشكل واضح وفاضح، وعميل لإسرائيل وأمريكا بشكل سري وغير مباشر، وتابع لحزب الله الشيعي.
الجريمة الثالثة:
«تنازل عن سيادة الدولة السورية على أرضها»
فقد تنازل عن سيادة بلاده، لروسيا، وإيران، وإسرائيل، وتركيا، وحزب الله، وميليشيات عراقية، وأفغانية وباكستانية، وغيرها، وحزب العمال الكردستاني، وتنظيم داعش، وتنظيمات مسلحة سورية معارضة.
الجريمة الرابعة:
«هدم مؤسسات ومقدرات الدولة السورية»
فلا مؤسسات قائمة بدورها، لا أمنية، ولا عسكرية، وطنية حقيقية، ولا مؤسسات قائمة بدورها، لا اقتصادية، ولا خدمية حقيقية، ولا بنية تحتية، تركها شبه دولة.
إذن:
هذا الواقع السوري المذري، الذي خلفه نظام المجرم بشار، ترك إرثاً لا يمكن تغافله، عند إرادة بناء الدولة السورية،
أو عند تقييم الأداء السياسي والعسكري والاقتصادي، في المرحلة الحالية والمستقبلية، فمن الطبيعي والمتوقع أن يواجه الحكام الجدد في دمشق، أخطار، وتهديدات، وتحديات.
لذا:
نتوقع أن تظهر محاولات للفوضى من قبل فلول النظام، وأتباع إيران، وبعض الطوائف، العرقية، والمذهبية، وتوغلات، واستفزازات إسرائيلية، تصل لحد احتلال بعض الأراضي السورية،
ونشهد تحركات للأكراد بدعم أمريكا، وتحركات لتنظيم داعش الإجرامي، بغطاء أمريكي مستتر،
حيث يمكن أن يتم الإفراج عن 2000 سجين داعشي من سجون أمريكا في سوريا، كما يتوقع استقطاب بعض القوى المسلحة،
لتبدأ انشقاقاً وتمرداً، على القوى الثورية الحاكمة، كما يمكن أن نشهد تدخلات إيرانية، وغربية، وعربية تربك المشهد،
وصراعاً بالوكالة على أرض سوريا بين تركيا وبعض الدول.
وعليه:
أوصي المتابعين للشأن السوري، من خارج سوريا، بالتمهل، والتريث، وعدم المزايدة على أصحاب التجربة،
الذين حققوا الانتصارات وأنقذوا البلاد من ظلم، وإجرام، وعمالة بشار الأسد، نعم لنا المتابعة والتحليل وتقديم الرأي والنصح والاستفادة من التجربة لكن بشيء من الأناة والحكمة.
وفي الختام:
لا نملك إلا الدعاء
اللّهم: انصر أهل الحق في سوريا ومكن لهم واحفظهم. اللهُم: واحفظ مصرنا الحبيبة من كل مكروه أو سوء.
اللهمّ: انتقم ممن أراد بالمسلمين سواء في مشارق الأرض ومغاربها.