مقالات

سيف القلموني يكتب: وما أدراك من هو الشيخ نشأت أحمد؟!

منذ فترة قريبة كلمني أحد أصدقائي.. وذكر لي أنه كان يصلي التراويح في رمضان السابق.. وكان يصلي بجواره «الشيخ نشأت أحمد».. وذكر لي أن الشيخ لم يتمالك نفسه من البكاء من أول الصلاة إلى آخرها!

فقلت له: ومن مثل (الشيخ نشأت أحمد)؟!

ذلك الرجل صاحب القلب الرقيق.. وأصدقائه من المشايخ.. من أصحاب مسجد التوحيد برمسيس.. (أمثال: الشيخ فوزي السعيد ومحمد عبد المقصود وسيد العربي وحسن أبو الأشبال).. الذين كانوا يصدعون بالعقيدة الصحيحة الخالية من الإرجاء.. والذين كانوا يتحدثون عن مسائل شائكة.. قلما يتجرأ أحد من المشايخ أن يتكلم فيها.. (مثل مسائل الإيمان والكفر والولاء والبراء والإرجاء وتحكيم الشريعة وكفر الطواغيت).

وقد أوذوا في سبيل الله.. وتم تعذيبهم وسجنهم.. بسبب صدعهم بالحق.. وذلك بخلاف ما رأيته أنا من هؤلاء المشايخ عن قرب من الشهامة والرجولة وعدم التلون.

وأقرب مثال على ما عاناه هؤلاء المشايخ.. هو ما ذكره أخي الحبيب عمرو المصري – فك الله أسره – حين كتب فقال:

من أشد العلماء الذين عذبوا في عهد (المجرم الطاغوت مبارك): سيدنا (الشيخ نشأت أحمد).. استمروا في تعذيبه لكي يعترف على المشايخ مثل (الشيخ محمد عبد المقصود) وغيره.. في قضية وهمية أطلقوا عليها (قضية تنظيم الوعد).

كان المتهم الأول (الشيخ نشأت أحمد).. والمتهم الثاني (الشيخ فوزي السعيد) رحمه الله وطيب الله ثراه. حتى أغشي عليه من شدة التعذيب

يقول (الشيخ فوزي السعيد) رحمه الله وطيب الله ثراه:

(الشيخ نشأت) ظل يتألم ثلاثة أشهر، كلما أراد أن يتبول من شدة الألم، الذي في عضو الذكورة بسبب الكهرباء، فقد كانوا يضعون سلك على عضوه الذكري، وسلك على أصبعي رجليه، وفي هذا عذاب شديد.!

يقول الشيخ نشأت:

لما تركوني وذهبت إلى الحمام، قمت برفع العصابة التي على عيني، فرأيت صدري وفخذاي مثل الفحم من شدة العذاب:

(((حتى شفاني الله برؤيا!)))

والله الذي لا إله غيره، (الشيخ نشأت) رفض ان يقص هذه الرؤيا على الهواء مباشرة في (قناة الناس) بعد الثورة، وقد كان في ضيافة (الدكتور صفوت حجازي) فك الله أسره!

فقلت في نفسي: لازم أن أذهب إلى الشيخ واعرف ما هذه (الرؤيا)؟!

وبالفعل ذهبت إلى الشيخ في مدينة نصر لأستمع لخطبته، وبعد الخطبة أسأله عن خبر الرؤيا.. فلما انتهي الشيخ من الخطبة، قلت له: أريدك في سؤال يا سيدنا؟

فقال لي: تفضل!

قلت له: يا سيدنا أقسمت عليك بالله تقول لي خبر الرؤيا؟!

فقال لي: يا عمرو يا ابني جاءني النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وقال لي:

(((يا نشأت! جيلكم تكتب له الصحبة، أي لكم أجر الصحابة!))).

حينها دمعت عيني، وتذكرت قول الله عز وجل: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين ءامنوا وكانوا يتقون. لهم البشرى في الحياة الدنيا وفى الأخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم}.

اللهم احفظ عبدك (نشأت أحمد) في حله وترحاله، ورده إلينا سالما غانما معافى.. اللهم بارك لنا في عمره وانفعنا بعلمه. واجمعنا به في الدنيا على طاعتك، وارزقنا صحبته في الفردوس الأعلى بلا حساب ولا سابقة عذاب…!

اللهم إني أشهدك أنه أحب رجل إلى قلبي على وجه الأرض، فاجمعني به علي خير، ولا تحرمني صحبته في الدنيا والآخرة…!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى