سيناريوهات اتفاق غزة.. حكومة الحرب الإسرائيلية تبحث استئناف العدوان

كشف عدد من القنوات الإسرائيلية، سيناريوهات اتفاق غزة، بعد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق، دون الدخول في التفاوض حول المرحلة الثانية، بالتزامن مع حديث قنوات إسرائيلية عن احتمال استئناف العدوان العسكري على قطاع غزة بعد أن انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت قناة “آي 24 الإسرائيلية” إن المجلس الوزاري الإسرائيلي الأمني المصغر (الكابينت) سيجتمع الأحد المقبل على خلفية احتمال استئناف القتال.
من جانبها أفادت “القناة 12 الإسرائيلية” بأن القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال أصدرت تعليمات للجنود بالاستعداد لاحتمال استئناف الحرب، مضيفة أن الجيش الإسرائيلي حول في الأيام الأخيرة عددا من الكتائب لتعزيز القوات قرب قطاع غزة.
وفي وقت سابق أمس الاثنين قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن إسرائيل ستعود إلى القتال في قطاع غزة خلال 10 أيام إذا لم تواصل حركة حماس الإفراج عن المحتجزين.
في حين قالت نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط إن واشنطن تريد التوصل لحل دبلوماسي ولا أحد يريد عودة القتال.
أما هيئة البث الإسرائيلية فنقلت عن مصدر قوله إن استئناف إسرائيل القتال في غزة سيستغرق بعض الوقت بسبب تغيير رئيس الأركان.
من جانبه، صرح الكاتب الصحفي محمد الليثي المحلل في الشأن الفلسطيني، بأن هناك رغبة من الكيان الصهيوني ممثلا في حكومة بنيامين نتنياهو واليمين المتطرف في هذه الحكومة، باستئناف الحرب، للنجاة من كارثة سياسية، ألا وهي محاكمة نتنياهو حول الإخفاق في السابع من أكتوبر.
وأكد الليثي في تصريحات خاصة لجريدة “الأمة” أن الدعم المفتوح الذي يقدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بتشجيع نتنياهو على تهجير أهل غزة، يخلق الفرصة التي يبحث عنها نتنياهو لجر المنطقة لحرب شاملة، والإصرار على ضم الضفة الغربية وتهجير أهل غزة، من خلال مخطط الجحيم الذي تحدثت عنه مصادر إسرائيلية خلال اليومين الماضيين، بتجويع أهالي غزة، للضغط عليهم من أجل الموافقة على التهجير.
وأشار إلى أن أكاذيب نتنياهو التي يروجها حول اقتراح مبعوث ترمب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بتمديد المرحلة الأولى، مقابل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، ليست إلا مناورة يناور بها نتنياهو من أجل نسف الاتفاق الذي وقع عليه، وجبّه باتفاق جديد يستطيع من خلاله فك حالة الاختناق التي يمر بها داخليا، فضلا عن انتهاز الفرصة من خلالها لتنفيذ مخططه الذي يروج له بتهجير أهل غزة، والسعي لنسف القضية الفلسطينية بالكلية بعد جرائم الحرب التي يقوم بها في الوقت الحالي بالضفة الغربية.
غالانت يعارض
من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، إن تل أبيب سترتكب خطأ إذا عادت إلى الحرب على غزة قبل إعادة كافة أسراها من القطاع.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية اليوم الثلاثاء، عن غالانت قوله خلال مؤتمر شارك فيه بالولايات المتحدة “سترتكب إسرائيل خطأ إذا عادت إلى القتال من أجل تدمير حماس قبل عودة الرهائن”.
وأضاف غالانت: “أنا آخر من سيعارض التدمير الكامل لحماس، ولكن إذا قضينا على حماس قبل أن نعيد الرهائن، فلن يكون لدينا ببساطة رهائن للعودة في إشارة إلى مقتلهم”.
وتابع” لذلك، أولا وقبل كل شيء، يجب إعادة الرهائن، وبعد ذلك سنواصل تدمير حماس بالكامل مشيرا إلى أنه حتى لو لم تكن إسرائيل مهتمة بمحاربة حماس إلى الأبد، سنضطر إلى القيام بذلك لفترة طويلة”.
نسف الاتفاق
وتزامنت تصريحات غالانت، مع مماطلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس والانتقال إلى المرحلة الثانية منه في موعدها المقرر لضمان الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.
ومنتصف ليل السبت/الأحد الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار رسميا والتي استغرقت 42 يوما، دون موافقة إسرائيل على الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب، وفي ظل إعلان حماس جاهزيتها للمضي قدما وفق بنود الاتفاق الساري منذ 19 يناير/ الماضي.
ويعرقل نتنياهو ذلك، إذ كان يريد تمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية.
في حين ترفض حركة حماس ذلك، وتطالب بإلزام إسرائيل بما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، وتدعو الوسطاء للبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية بما تشمله من انسحاب إسرائيلي من القطاع ووقف الحرب بشكل كامل.
وقال القيادي في حركة حماس الفلسطينية، سامي أبو زهري، الثلاثاء، إن “سلاح المقاومة خط أحمر”، في وقت تطالب إسرائيل بـ”نزع كامل للسلاح من قطاع غزة” للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة.
وأضاف أبو زهري، في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية أن “كل حديث حول سلاح المقاومة هراء”، مؤكدا أن “سلاح المقاومة خط أحمر لدى حماس وكل فصائل المقاومة، ولا يخضع للمساومة وغير مطروح للنقاش أو التفاوض”.
وتابع: “كما أن أي حديث عن ترحيل المقاومين أو أبناء شعبنا من أرضه فهو مرفوض”.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قال، الثلاثاء، إن بلاده تطالب بـ”نزع كامل للسلاح” من قطاع غزة وبتنحي حركة حماس كشرط للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
وتابع: “إذا حصلنا على ذلك، يمكننا التوصل إلى اتفاق غدا”. وكانت المرحلة الأولى من الاتفاق انتهت السبت.
وأوضح ساعر أن المساعدات الإنسانية أصبحت المصدر الرئيسي لإيرادات حماس في غزة، مبررا بذلك قرار إسرائيل تعليق دخول السلع والإمدادات إلى القطاع المحاصر.
وفي ظل انعقاد القمة العربية الطارئة في القاهرة «قمة فلسطين»، أعربت حركة حماس عن تطلعها إلى دور عربي فاعل ينهي المأساة الإنسانية التي صنعها الاحتلال في قطاع غزة، ويُلزم حكومته الفاشية بوقف جرائمها بحق المدنيين العزّل، ويضغط لفتح المعابر وإدخال ما يحتاجه الشعب الفلسطيني في القطاع؛ لتعزيز صموده على أرضه، وإفشال مخططات الاحتلال لتهجيره.