“سَرابُ الشّام”.. شعر: عمر بلقاضي
![عمر بلقاضي](https://alomah.net/wp-content/uploads/2025/02/الأمة.png)
ماذا كَسبتُم وقد دمّرتُمُ الوَطَنَا؟
أثْقلتُمُ الشَّعب من غَلْوائِكُم حزَنَا
نَقلتمُ الظُّلمَ من رَيْبٍ إلى رُتَبٍ
فلن ترَوْا أبداً أمْناً ولا سَكَنَا
قدَّمتمُ الأرضَ للصُّ هْيُ ونِ في سَفَهٍ
إصلاحُكم عَبَثٌ قد كَرَّسَ المِحَنَا
تبًّا لذي عَمَهٍ يَقْفُو العِدَى ولَهُ
رَأْيٌ يُثيرُ به الأرْزاءَ والفِتَنَا
إنَّ الصِّراعَ على الأوطانِ يَهدِمُها
يُنْهي الأمانَ ويُثْري الضُّعفَ و الوَهَنا
باسمِ الشَّريعةِ خُضتمْ في الدِّماءِ فقدْ
دَنَّستمْ العُرْبَ والآياتِ والسُّنَنا
جَعلتم البَغْيَ أسلوباً لِسطْوتِكمْ
نشرتمُ الحقدَ والثَّاراتِ والضَّغَنا
لا يَخدُمُ الدِّينَ والأوطانَ مُسْتَلَبٌ
قد صارَ عند عِدَى الإسلامِ مُرْتَهنا
أتفرحونَ بعَرشٍ لا قَرارَ له
قدَّمتم العِزَّ في الدُّنيا له ثَمَنا؟
فقد رضيتمْ بأن تُسْبى كرامتُكمْ
الغربُ حاكَ لكمْ من كيدِه رَسَنا
فمن ترَوْن له في حُكمِكُمْ شَرَفا
قد كانَ عِندهُمُو مُستخدَمَا.. أُذُنا
فهل يكونُ عدوُّ الشَّعبِ ذا شَرَفٍ؟
وهل يكونُ على الأوطانِ مُؤتَمَنا؟
يا أيّها النّاسُ في شامٍ بلا أمَلٍ
إنِّي أرى عِزَّكم في غيِّكم دُفِنا
مالي أراكمْ خُدِعتمْ بالسَّرابِ فهل
صار الغباءُ لكم يا ويحكم كَفَنا؟
كنتمْ رُموزا لوعْيٍ في الشُّعوبِ له
نورٌ يُجسِّدُ عُمْقَ الفهمِ والفِطَنا
والآن يا أسفي مالَ الضَّلالُ بكمْ
الويلُ يَدهَمُكُمْ.. تَرَبَّصُوا زَمَنا
إنَّ العدوَّ مُصرٌّ في عداوَتِه
لا يفهمُ الفضلَ والإحسانَ والمِنَنا
أعطتهُ فَوْرتُكمْ حقَّ العلوِّ فَهَا
قد باتَ يَنتزعُ الأريافَ والمُدُنا
شَعبُ الحُدودِ شَكا من عارِ صَفقَتكُمْ
عانَى بِمُوجِبها الإذلالَ والغِبَنا
سَيكْبُر الغيظُ في الألبابِ فارتَقِبُوا
مَوْجًا عظيماً قويًّا يَطحنُ السُّفُنا
وَيْل العروبةِ من جيلٍ بلا شَرَفٍ
عدَّ السُّجودَ لأعداءِ الهُدى حَسَنا
أعطى العدوَّ أمانًا لا مثيلَ لَهُ
وقامَ يَصْطَنِعُ البَلْوَى بأمَّتِنا