شاعر العربية الكبير “هارون هاشم الرشيد”
– في مثل هذا اليوم 27 يوليو 2020م، رحلَ عن الدنيا أحد أساطين الشعر العربي الكبار، الشاعر الفلسطيني “هارون هاشم رشيد“، في مدينة “ميسا ساجا” الكندية عن عُـمرٍ ناهز 93 عامًا
– كان “هارون هاشم الرشيد” رجلا ودودًا، هادئا، بسيطا في تعامله، رغم عمله الدبلوماسي المرموق،
تشرّفتُ بمعرفته، والجلوس معه كثيرا، وكنتُ دائم التواصل والاتصال به عَبر الهاتف..
– كانت (مسحة الحزن، ولن أقول انكسار) لا تفارق وجهه، وعندما كنتُ أنظر إليه؛ أرى جبلًا يحملُ هموم أمّة..
فقد كان شديد الحياء، دائم النظر للأرض، خفيض الصوت.
قلتُ لنفسي في البداية: (ربما العُمر)، ولكني وجدته دائما هكذا، في كل المواقف،، وكأنه يرفع شعار الإمام أحمد بن حنبل: (العقولُ الكبيرة؛ تنشغل بالأمورِ الكبيرة)
– زارنا في صالون حلمية الزيتون الثقافي بالقاهرة الذي تجمّد نشاطه بعد 2011م،
وكان “هارون هاشم الرشيد” من الشخصيات العربية التي كرّمها صالون حلمية الزيتون الثقافي في مهرجانه السنوي الكبير…
(صالون حلمية الزيتون الثقافي لا علاقة له بورشة الزيتون الثقافية،، فصالون الحلمية أسسه الشاعر الغنائي الراحل محمد العوضي، داخل مركز شباب حلمية الزيتون، في السبعينيات من القرن الماضي، وكنتُ مِن الذين تشرّفوا بقيادة الصالون، وإدارة ندواته، في العَشريّة التي سبقت 25 يناير 2011م)
– 93 عاما قضاها مناضلًا من أجل قضيته: بقلمه وفِكره وقصائده التي تجسّد أوجاع وآلام الشعب الفلسطيني.
– نَعَت وزارة الثقافة الفلسطينية الشاعر الفلسطيني ابن مدينة غزّة (هارون هاشم رشيد).. وذكرَت أن رشيد جسّد أروع صور الانتماء للأرض والقضية، وقدَّمَ على مدار سنوات طويلة تجربة شعرية وثقافية راسخة ومتميزة ساهمت في نقل القضية الفلسطينية إلى المحافل الدولية)
وأضافت: (عاصر شاعرنا الراحل الاحتلال ومعاناة الغربة، وكان شاهدًا على جرائم الاحتلال البريطاني والصهيوني بحق أبناء شعبه، وهدم المنازل، وسرقة الأراضي، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ، حتى أصبحت تلك المشاهد هي الصورة اليومية لحياة المواطن الفلسطيني، مما ساهم في صقل شخصيته وإنضاج تجربته الشعرية، فتغنَّى بتضحيات الشهداء، وشد أزر الأسرى، وساند المقاتلين بقصائده، وامتاز شعره بروح التمرد والثورة، كما يعد من أكثر الشعراء الفلسطينيين استعمالاً لمفردات العودة)
– وُلدَ “هارون هاشم الرشيد” في غزّة عام 1927م، ودرسَ في مدارس غزّة، وأنهى دراسته الثانوية في 1947م، وحصل على شهادة المعلمين العليا بعد حصوله على الدبلوم العالي لتدريب المعلّمين من كليّة غزة، وعمل في سلك التعليم حتى عام 1954م..
– انتقل بعد ذلك للعمل في المجال الإعلامي، فتولى رئاسة مكتب إذاعة “صوت العرب” المصرية في غزة عام 1954م، لعدة سنوات، وعندما تأسست منظمة التحرير الفلسطينية كان مشرفا على إعلامها في قطاع غزة حتى عام 1967م.
– بعد احتلال قطاع غزّة عام 1967م، انتقل “هارون هاشم رشيد” إلى القاهرة بعد مضايقات من قوات الاحتلال، وتم تعيينه رئيسا لمكتب منظمة التحرير هناك، ثم عمل لمدة 30 عاما (مندوب دائم) لفلسطين في لجنة الإعلام العربي واللجنة الدائمة للشؤون المالية والإدارية بالجامعة العربية.
– بعض قصائده كانت مقرّرة في مناهج التعليم المصرية.
– واصل رشيد عمله الإبداعي في الكتابة والصحافة والتأليف والشعر، وأصدر قرابة 22 ديوانا شعريا، وكتب أكثر من 90 قصيدة لفنانين عرب أبرزها قصيدة سنرجع يومًا التي غنتها الفنانة اللبنانية فيروز.
– أُطلِقَت على الشاعر “هارون هاشم الرشيد” تسميات كثيرة عبر مشواره الشعري: (شاعر فلسطين القومي، شاعر النكبة، شاعر العودة، شاعر الثأر)
أطلقَ عليه الشهيد خليل الوزير، عام 1967م: شاعر الثورة، أما الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة، فقد أطلق عليه لقب: (شاعر القرار 194) قرار حق العودة.
– عاصر الشاعر هارون هاشم رشيد الاحتلال ومعاناة الغُربة، وشاهد بعينيه جنود الجيش البريطاني قبل الإسرائيلي يهدمون المنازل، ويقتلون العُزّل والأطفال والنساء والشيوخ، حتى أصبحت تلك المشاهد هي الصورة اليومية لحياة المواطن الفلسطيني.
ومن قلب تلك المِحَن، كانت تجربة هارون الإبداعية التي كتبها بمداد الوجع
أهم الأعمال الشعرية:
(22 ديوان شعر)
«الغرباء»
«عودة الغرباء»
«غزة في خط النار»
«حتى يعود شعبنا»
«سفينة الغضب»
«رحلة العاصفة»
«فدائيون»
«مفكرة عاشق»
«يوميات الصمود والحزن» «ثورة الحجارة»
«طيور الجنة»
وغيرها.
تغنّى بأشعاره كثيرون من مطربي العرب، وله حوالي 90 قصيدة قدّمها مطربون..
في مقدمة من شَدوا بأشعاره: فيروز، وفايدة كامل، ومحمد فوزي، وكارم محمود، ومحمد قنديل، ومحمد عبده، وطلال مداح، وغيرهم.
كتب 4 مسرحياتٍ شعريةٍ، منها مسرحية «السؤال» من بطولة كرم مطاوع وسهير المرشدي.
مسرحية «سقوط بارليف» وقُدّمَت على المسرح القومي بالقاهرة عام 1974م
مسرحية «عصافير الشوك»،
– كتبَ العديد من المسلسلات والسباعيات لإذاعة “صوت العرب” المصرية، وعدد من الإذاعات العربية.
الدراسات:
قدم العديد من الدراسات منها:
1- الشعر المقاتل في الأرض المحتلة (المكتبة العصرية، صيدا، 1970م).
2- مدينة وشاعر: حيفا والبحيري (مطابع دار الحياة، دمشق، 1975م).
3- الكلمة المقاتلة في فلسطين (الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1973م).
الجوائز:
نال هارون هاشم رشيد عدة جوائزَ تقديريةٍ منها:
1- الجائزة الأولى للمسرح الشعري من الألكسو 1977م.
2- الجائزة الأولى للقصيدة العربية من إذاعة لندن 1988م.
3- وسام القدس عام 1990م.
……………..
يسري الخطيب