سماء إسرائيل تعيش لحظات من الشلل والتوتر غير المسبوق منذ أكثر من أربعين دقيقة طائرات حربية تحلق على ارتفاع منخفض فوق البحر المتوسط دون أي مؤشرات على الهبوط في ظل تحذيرات من صواريخ إيرانية قد تنطلق في أي لحظة وقد تكون هذه الطائرات إسرائيلية أو تابعة لحلفاء لكن لم يصدر أي تأكيد رسمي حتى الآن
الحكومة الإسرائيلية قررت إغلاق المجال الجوي بالكامل منذ فجر اليوم وأصدرت أوامر فورية لتعليق الرحلات المدنية وتحويل جميع الطائرات التابعة لشركات إل عال وأركيا وإسرائير إلى مطارات بديلة أو إعادتهم من حيث أتوا وعلى رأس هذه المطارات مطار لارناكا في قبرص الذي يستقبل حاليًا العشرات من الطائرات المحولة
مصادر قبرصية ودولية أفادت بأن ما لا يقل عن 32 رحلة مدنية تم إجبارها على تحويل مسارها إلى لارناكا منذ التصعيد الجوي الأخير صباح الإثنين فيما لا تزال قرابة 24 رحلة أخرى تحوم فوق البحر المتوسط قبالة سواحل إسرائيل دون تصريح بالهبوط أو أوامر بالتحويل إلى وجهة أخرى
هذه الرحلات تشمل مسافرين من مختلف الجنسيات أغلبهم إسرائيليون كانوا في طريق عودتهم إلى البلاد كما يوجد بينهم رعايا أوروبيون وكنديون وطلاب من الهند وجنسيات آسيوية أخرى في حين سجل موقع شركة إل عال أكثر من 25 ألف طلب للمساعدة في العودة إلى البلاد في وقت تصفه وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنه حالة إجلاء غير معلن
الوضع بات أكثر تعقيدًا مع استمرار تحليق الطائرات في منطقة عمليات غير آمنة حيث لا يعرف المسافرون إن كانوا سيهبطون قريبًا أو سيظلون عالقين في سماء القلق والخطر الطيارون ينتظرون إشارات من برج المراقبة في تل أبيب لكن الأوامر حتى الآن تؤكد الإغلاق الكامل للمجال الجوي في انتظار تقييم جديد للوضع الأمني
وزارة الدفاع الإسرائيلية أشارت في تقارير مسربة أن أي قرار بإعادة فتح المجال الجوي لن يصدر قبل التأكد من انتهاء التهديدات الإيرانية مشيرة إلى أن مئات الصواريخ لا تزال في مرمى التنفيذ لدى طهران وسط تقديرات أمنية تتحدث عن إمكانية توجيه ضربات إضافية للأراضي الإسرائيلية خلال ساعات
مصير هذه الرحلات ومعها مئات الركاب لا يزال معلقًا بيد الحرب والرد الإيراني المحتمل الذي قد يشعل المنطقة برمتها فيما تبقى السماء ساحة مفتوحة للترقب والانتظار والخوف من المجهول
هل تهبط الطائرات أم تنفجر السماء قبل ذلك هذا ما لا يعرفه أحد حتى الآن