أكد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، خلال كلمته أمام الاجتماع الـ25 لمجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون، التزام بلاده الراسخ بتعزيز التعاون الإقليمي والحوار والسلام،
داعيًا قيادة المنظمة إلى إطلاق حوار شامل ومنظم لمعالجة النزاعات الطويلة الأمد، لاسيما في جنوب آسيا.
وأشار شريف إلى أن باكستان كانت دائمًا من أنصار التعددية والدبلوماسية، معربًا عن خيبة أمله من التطورات الإقليمية المزعجة في الشهور الأخيرة، مؤكدًا سعي بلاده لإقامة علاقات طبيعية ومستقرة مع جيرانها على أساس الحوار لا المواجهة.
وفي سياق الأمن الإقليمي، جدد رئيس الوزراء إدانة باكستان للإرهاب بجميع أشكاله، بما في ذلك “إرهاب الدولة”،
مشيرًا إلى أن البلاد دفعت ثمناً باهظًا بمقتل أكثر من 90 ألف شخص وخسائر اقتصادية تجاوزت 152 مليار دولار. واتهم عناصر أجنبية بالضلوع في هجمات إرهابية، منها حادثة قطار “جعفر إكسبريس” وهجمات في بلوشستان وخيبر بختونخوا.
على الصعيد الدولي، أدان شريف العدوان الإسرائيلي على إيران، عضو منظمة شنغهاي، مطالبًا بوقف فوري لإراقة الدماء في غزة، ومجددًا دعم باكستان لحل الدولتين وفق حدود 1967، والقدس الشريف عاصمة لفلسطين.
وفيما يتعلق بأفغانستان، أعرب عن دعم إسلام آباد لدولة مستقرة وآمنة، مشيرًا إلى أهمية التعاون الثلاثي مع الصين وأفغانستان لتحقيق الاستقرار الإقليمي.
وتحدث رئيس الوزراء عن آثار تغير المناخ والفيضانات المدمرة التي ضربت باكستان، شاكرًا الصين والمجتمع الدولي على دعمهما الإنساني.
رغم التحديات، أكد شريف أن باكستان تسير على طريق التعافي الاقتصادي، مشيرًا إلى انخفاض التضخم، تحقيق فائض في الحساب الجاري، وتحسن بيئة الأعمال.
وقدم خطة التحول الاقتصادي القائمة على ثلاث ركائز: النمو القائم على التصدير، جذب الاستثمار الأجنبي في قطاعات استراتيجية كالبنية التحتية والذكاء الاصطناعي والطاقة والمعادن، إضافة إلى إصلاحات ضريبية شاملة.
كما شدد على أهمية تمكين الشباب وخلق فرص جديدة للتوظيف والابتكار، بهدف تحويل الكتلة السكانية الشابة إلى أداة فاعلة في التنمية الوطنية.
وأشاد رئيس الوزراء بالقيادة الصينية الناجحة للمنظمة، وخص بالذكر مبادرات الرئيس شي جين بينغ مثل مبادرة الحزام والطريق، والممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني، واصفًا إياها بأنها تعكس رؤية استراتيجية للتكامل الإقليمي.
وأكد شريف أهمية تطوير ممرات برية وجوية وسككية فعالة لتعزيز الربط الإقليمي، معتبرًا توسيع الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان دليلاً عمليًا على رؤية منظمة شنغهاي للتعاون في دعم سلاسل الإمداد والتكامل الاقتصادي.
وفي ختام كلمته، قدم التهاني لأوزبكستان وقيرغيزستان بمناسبة احتفالهما باليوم الوطني، مجددًا التزام باكستان بمبادئ المنظمة ودورها في تحقيق السلام والتنمية في المنطقة.