الأمة الثقافية

“شهرُ رمضان”.. شعر: محمّد الشرقاوي

أتى رمضانُ يدعو الشاهدينا

لنورٍ من إلهِ العالمينا

وأشرقت البسيطةُ في شموخٍ

وهبَّتْ تحتفي بالساجدينا

أطلَّ الصفحُ والغفرانُ شوقًا

إلى ساحاتِ كُلِّ التائبينا

وقام الودُّ يغمرُ كُلَّ قلبٍ

وفاض الخيرُ بين السائلينا

وعاد الصدقُ بين الناسِ عهدًا

يسيرُ ويحتفي بالصادقينا

وجاء الحبُّ يطرقُ كُلَّ بابٍ

ويجلسُ في رحابِ الصائمينا

وتلك الرحمةُ العليا تجلَّت

لتجمعَ من شتاتِ الصالحينا

وبات العطفُ بالأيتامِ خلًّا

يزاحمُ في صفوفِ الطائعينا

وجندُ اللهِ عونٌ في خُطانا

لنصرِ الدينِ فوق المعتدينا

ولِلفِردَوسِ صوتٌ بات يعلو

يصافحُ كُلَّ جمعِ القادمينا

رأيتُ تواصلَ الأرحامِ زادًا

لِمَنْ يشتاقُ خيرَ المرسلينا

مِن الأرحامِ عاد الفوزُِ سعيًا

ويعلمُ ذاك نهجُ السابقينا

وقام الأمنُ يهدمُ كُلَّ خوفٍ

ليحيا الناسُ دهرًا آمنينا

وصوتُ الذكرِ يشرحُ قلبَ عاصٍ

ليهربَ مِن جموعِ التائهينا

وفيه العفو والإحسانُ طبعٌ

أصيلٌ مِن طباعِ الخاشعينا

فكمْ تهتزُّ للحسنى نفوسٌ

وتبحرُ في دروبِ المصلحينا

أتى رمضانُ ينقذُ كُلَّ عينٍ

تبارت في فعالِ الخاطئينا

أتى رمضانُ والدنيا شرودٌ

تسافرُ في بحورِ المفسدينا

وتسهرُ بين أبوابِ الملاهي

وتلعبُ في نوادي اللاعبينا

وتضحكُ في عيونِ الإثمِ جهرًا

وتعبسُ في وجوهِ المتقينا

لها في كُلِّ ناحيةٍ حماةٌ

جيوشٌ مِنْ كبارِ الشاردينا

وإنْ سُئِلَت عن الأحكامِ يومًا

لعادت نحو قهرِ الصابرينا

فمن أمسى عن الدنيا غنيًا

فذاك يقودُ صفَّ الفائزينا

وكم نحكي هنا بدرًا وفتحًا

من الرحمنِ يحمي المؤمنينا

وباتت ليلةُ القدرِ امتثالًا

لأمرِ اللهِ يُنجي القائمينا

ودعوةُ صائمٍ ليلًا وصبحًا

وعند الفطرِ تحمي الشاكرينا

ويختمُ زهرةَ الأيامِ عيدٌ

يغرِّد في بلادِ المسلمينا

ففي فرضِ الصيامِ هُدًى ونورٌ

وفي دربِ الحبيبِ نرى اليقينا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights