أزعم أني ـ والحمد لله ـ *كنتُ بارًا وطائعًا لأبي ، ولا أتذكَّر أني عصيته أو أحزنته ( طوعًا أو كَرْهًا ) !*
لكني اليوم – وبعد أن فارقَنا – أشعر بالندم عندما كنتُ *” أعرِضُ” عليه خدمةً أو منفعة* فيقول :
*شكرًا*…
*فأُصدِّقُهُ ويُرضى ضميري بأنه فعلًا لا يريد .*
*وكنتُ أعتقد أنه لو أراد شيئًا* ـ أو ذاك الشيء الذي عرضته عليه ـ *لأخبرني بذلك أو لوافق على ذلك .*
اليوم عندما *كبرتُ* ،
وأصبحتُ *” أبًا ” لستة شباب ؛*
عرفتُ *” كذِبَ ” الآباء والأمهات* ، عندما يقولون *” شكرًا ” !*
*وتنبَّهتُ لـ ” غباء ” الأبناء والبنات عندما يصدقون أباءهم وأمهاتهم حين يقولون ” شكرًا ” !!* *فيعتبرون ذلك أنهم حقًا لا يريدون.*
والمثل يقول:
*(من شاور ….. فما أعطى)*.
يعني أذا كنت كريما، فأعطي مباشرة دون عزومة،
ولا تخيره فتحيره
*والمثل يقول: (اذا أردت أن تحيره، فخيره)*.
تأكل أو انك لست جوعانا
تأكل او تنام خفيفا
تتعشى أو تتمشى
او انك ممن يحب النوم خفيفا
هل تحب ان احضر لك كذا او كذا او كذا
اجيب لك شاي او قهوة أو كذا او كذا
طبعا الرد البديهي:
لا شكرا
*ولكن: للكرم فنون، والبخل جنون*
ولكن قدم ما عندك ووفر عليه عناء الطلب والاختيار
فسيأخذ ما يختاره
أيها الأبناء والبنات :
*لا تصدِّقوا آباءكم وأمهاتكم حين يقولون لكم ” لا وشكرًا ” !!!*
إنما يقولونها *” تَعفُّفًا “*
أو *” مراعاة ” لظروفكم ،*
أو *” خجلًا ” من إتعابكم ،*
أو *” ذوقًا ” أو لأي سبب آخر .*
أيها الأبناء *أسعدوهم دون إذنٍ أو عَرض او تخيير .*
وإذا كان *[ الموالي بخيلا ]* كما يقول المثل اليمني .
وهو من يعرض خدماته على ضيوفه .
*فما ظنكم بمن يعرض الخدمة على أبيه أو أمه !*
*سيكون بخيلًا وغبيًا*
وربما* *يُحرَم الخير الكثير في بِرِّ وطاعة والديه.*
*أقسم لكم بالله إنهم *يفرحون جدًا جدًا جدًا عندما تقدِّمون لهم* *الخدمة والهدية والمنفعة ” دون أن تستأذنوهم ” أو ” تعرِضوا ” عليهم .*
لأنها تترجم البر الحقيق،
ولو بشربة ماء
او لقمة خبز
*ويفرحون* ـ جًدا جدًا جدًا ـ عندما *تقدِّمونهم ، أو تُنزِّهونهم ، أو تعظِّمونهم ، او نزورونهم أو تشركونهم في حياتكم وأعمالكم وأنشطتكم ،*
*ولو بالحديث وأخذ الرأي ، حتى لو كانوا على سرير الموت .*
*سامحني يا أبي*
*فقد كنتُ غبيًا.*
رحم الله من توفي من أبائنا وأمهاتنا واجمعنا بهم في جنة الفردوس.
*وأسعد الله أوقاتكم مع آبائكم وأمهاتكم بكل خير و ود ووفقكم بالبر بهم وكسب رضائهم.*
*ربي ارحمهما ……… كما ربياني صغيرا*
*(بروا آباءكم … تبركم أبناءكم)*.
*ولكن (ان تعقوا آباءكم فستعقكم أبناؤكم، ولا محالة)*.
وكما ورد في الحديث الصحيح: *[عقوبتان معجلتان في الدنيا قبل الآخرة، البغي، وعقوق الوالدين ].*
*فسامحني أبي*
*كم كنت معك غبيا*
*لقد تأخر الوقت ولابد لي من قضاء الدين*
*نسأل الله تعالى العفو والعافية، والبر والسلامة من العقوق والنفوق والشقوق.*
آمين …
——————-
البرلماني اليمي “شوقي القاضي”: عضو الكتلة البرلمانية للتجمع اليمني للإصلاح