الأمة: عقد المنتدى الفلسطيني في بريطانيا (مستقل) ندوة في العاصمة لندن سلّطت الضوء على الدور المحوري الذي لعبته بريطانيا في دعم عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة.
وأكّد رئيس المنتدى زاهر بيراوي، أن “الندوة تهدف إلى فضح الدور البريطاني في دعم الاحتلال الإسرائيلي وتسليط الضوء على سبل الضغط الشعبي والقانوني لمحاسبة بريطانيا على تورطها”.
وشدد على أن “العلاقة بين بريطانيا والشعب الفلسطيني باتت مرهونة بسحب الدعم للاحتلال، والاعتراف بالحقوق الوطنية للفلسطينيين، وتقديم اعتذار رسمي عن الجرائم المرتكبة”.
بدوره تحدث الصحفي الاستقصائي مات كينارد خلال الندوة عن “الدعم الذي قدمته الحكومة البريطانية للعمليات العسكرية الإسرائيلية”، كاشفاً عن “إصدار مذكرة في 28 تشرين الأول /أكتوبر 2023 لمنع التغطية الإعلامية بشأن وجود قوات خاصة بريطانية في غزة”.
وأوضح أن “فرق تجسس بريطانية كانت تجمع معلومات استخباراتية لم تتمكن قوات الاحتلال من جمعها بنفسها، وفقاً لما نقله تقرير مسرّب لصحيفة نيويورك تايمز”.
وعلى الرغم من هذه المعلومات، أشار كينارد إلى “الصمت التام من وسائل الإعلام البريطانية”.
كما انتقد كينارد قرار حكومة العمال تعليق 30 من أصل 350 ترخيص تصدير أسلحة للاحتلال الإسرائيلي، معتبراً ذلك مجرد “حيلة إعلامية”.
وأشار إلى أن “47% من رحلات الاستطلاع فوق غزة تم تنفيذها من قبل بريطانيا، وهو ضعف عدد الرحلات الإسرائيلية”.
من جهته، تناول المحامي البريطاني لحقوق الإنسان ومدير المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين (ICJP)، طيب علي، المسؤولية القانونية للحكومة البريطانية، موضحاً كيف “ساهمت المناورات الدبلوماسية وصادرات الأسلحة في دعم عدوان الاحتلال على غزة”.
وأكد أن “استمرار بيع الأسلحة للاحتلال، رغم الأدلة المتزايدة على ارتكاب جرائم حرب، يشير إلى مشاركة فعّالة من بريطانيا في الحرب”.
بدوره، ركّز الناشط السياسي والباحث الدكتور سامر جابر على “الروابط المالية بين المؤسسات البريطانية والبنوك الإسرائيلية التي تموّل التوسع الاستيطاني”، مؤكداً أن “هذه الروابط تمثل شريان حياة لمشروع الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي”.
أما مديرة اللجنة البريطانية الفلسطينية (BPC)، الدكتورة سارة حسيني، فقد حذّرت من “القمع المتزايد للنشاطات المؤيدة لفلسطين في بريطانيا”.
وأشارت إلى “تحركات سياسية قادمة تهدف إلى تطبيع نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، مثل إحياء اتفاقيات أبراهام وتجاهل المؤسسات الفلسطينية في جهود إعادة الإعمار”.
والأحد الماضي، بدأ سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ويستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوما يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
وبين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/يناير الجاري خلف عدوان الاحتلال الإسرائيلي بمساندة الولايات المتحدة وبريطانيا وعدد من الدول الأوروبية، نحو 159 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.