الأمة الثقافية

صدور الترجمة العربية لكتاب “أسرار الكلمات”

عن دار فواصل للنشر، في سوريا، صدر حديثا ترجمة عربية لكتاب “أسرار الكلمات”، للمفكر واللغوي الأميركي الكبير نعوم تشومسكي وزميله عالم اللغويات الإيطالي أندريا مورو، ونقله إلى اللغة العربية المترجم عدي جوني.

ويقول المترجم عدى جونى فى مقدمته لكتاب “أسرار الكلمات” إن هذا التشريح المذهل للغات البشر يذكرني أحيانا بإحساس عشته في طفولتى عندما كنت أتحدى جميع المحظورات لأختلس النظر إلى الجانب المخفي من المطرزات المعلقة فى المتاحف. كنت انتشى فرحا عندما اكتشف أن تلك البقع من الألوان أراها على الجانب المرئى، وتشكل صورا بديعة، لم تكن سوى خيوط متشابكة تدخل وتخرج من النسيج بطريقة ما لتشكل وصلات غير متوقعة بين أجزاء مختلفة من التصميم.

ويوضح المترجم أن الكشف عن البنى النحوية الشجرية مضغوطة في سلاسل خطية بسيطة مخادعة من الكلمات، وملاحقة تشابك خطوطها الطولانية والعرضية، يمنحنى الإحساس ذاته، ويقودنى إلى استنتاج مفاده أنه لا يمكن القول عن شيء ما إنه موجود إلا إذا كان يلعب دورا فى الشرح والتفسير.


والكتاب بنسخته الإنجليزية صدرفي مايو 2022 عن دار نشر “”MIT Press) لعالم اللغويات المؤثِّر نعوم تشومسكي وزميله القديم أندريا مورو في محادثة غير متكلّفة وواسعة النطاق، متناولين مواضيع متنوعة مثل اللغة وعلم اللغة، تاريخ العلم، والعلاقة بين اللغة والدماغ.

تشومسكي، (1928م) عالم لغة أميركي كتب في اللغويات، ,الفلسفة، والسياسة، وله أكثر من مائة كتاب في حقول عديدة. وقد سمي “أبو اللغويات الحديثة” لإسهاماته الإيجابية في الحقل ولمناقشاته مع أشخاص مثل بورهوس سكينر وميشال فوكو.

أما أندريا مورو (1962-) فهو عالم لغة إيطالي متخصص في علم اللغة العصبي، وقد استكشف بحثه حتى الآن الجوانب النظرية والتجريبية للنحو (علم بناء الجملة). 

في المحادثة التي يتضمنها كتاب “أسرار الكلمات”، يغري مورو تشومسكي بالكلام حول الابتهاج الذي نشهده اليوم إزاء الذكاء الاصطناعي والذي يراه تشومسكي في غير محله. يرى تشومسكي أن “الكثير من الضجة الإعلامية والبروباغندا” آتيةٌ من وادي السيليكون، ويعبّر عن تردده إزاء “الابتهاج” الناجم عن الابتكار التكنولوجي وإمكانياته، بسبب ما يفترضه ذلك الابتكار حول طبيعة اللغة والإدراك البشري. كذلك، يدعوه مورو للحديث حول اكتساب اللغة عند الأطفال، وحول دراسة المخ.

يشير تشومسكي إلى أن الاكتشافات في مجال دراسات المخ في خمسينيات القرن العشرين لم تصل أبداً إلى مستوى علم نفس تلك الفترة. 

تشومسكي في المقابل يدعو مورو إلى وصف تجاربه الخاصة التي أثبتت وجود لغات مستحيلة بالنسبة إلى الدماغ؛ لغات تُظهر خصائص تبعث على الدهشة وتكشف أسراراً غير متوقعة عن العقل البشري. 

يقول تشومسكي عن كتاب “أسرار الكلمات”: “بالنسبة إلي، كانت محادثاتنا بهجة خالصة. فمن الممتع أن تكون قادراً على الانخراط مع عقل متسائل وأصيل حول اهتمامات مشتركة وبحث مستمر يراه كلانا قادراً ربما على رفع بعض الحجب عن ألغاز اللغة والفكر”.

أما مورو فعند سؤاله عمّ إذا كان كتاب “أسرار الكلمات” يحمل أي رسالة إنسانية، احتج قائلاً: “لقد كان التعارض بين مذهب الإنسانية والعلم فعالاً في تحرير العلم من اللاهوت. لكن الآن أعتقد أن مصطلحات “إنسانية” و”علم” باتت عقبة أمام فهم الواقع. ويبدو لي أن هذه التعابير تفصّل ما يبدو أكثر اتحاداً من أي وقت مضى؛ لا يمكن أن يكون هناك تمييز فعلي بين ما هو إنساني وما هو حقيقي. ولهذا بات أمامنا تحدٍ جديد: التخلي عن هذا التقسيم _إنساني وعلمي_ ورأب الصدع بينهما منهجياً ومعرفياً. يجب علينا أن نستخدم كل الأدوات من أجل فهم الواقع”.

يتناول كتاب “أسرار الكلمات” الكثير من المواضيع المتنوعة

كتاب أسرار الكلمات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى