الأمة الثقافية

صدور كتاب “القيم الإسلامية وتأثيرها على الأمن الاجتماعي”

يتناول كتاب “القيم الإسلامية وتأثيرها على الأمن الاجتماعي” للباحثة دعاء صلاح، الدور الريادي للقيم الإسلامية في “تحقيق الأمن الاجتماعي” الذي هو الأساس للأمن بمفهومه الشامل، وهو أيضا اللبنة الأولى في تقدّم ورقي وتنمية وريادة المجتمعات. ذلك أن الأمن مُنطلق عمارة الأرض، والعنوان الأبرز لحضارة الأمم، والنتيجة العملية لقيام العدل، ووضعه “إبراهام ماسلو” في الدرجة الثانية لسُلم الاحتياجات الإنسانية بعد الحاجات الوجودية كالطعام والشراب والهواء. محاولا تقديم “نظرية معاصرة لتحقيق الأمن الاجتماعي استنادا للقيم الإسلامية”.

ويبحث الكتاب في فصله الأول الإطار النظري والمصطلحات، متناولا المبررات الموضوعية لمادة “البحث”، حيث إن الأمن حجر الأساس للدول، وإكسير الحياة للمجتمعات، وعامل الاستقرار الرئيسي والممر الإجباري للتنمية الشاملة والمستدامة. ويتناول الكاتب موضوع “الأمن الاجتماعي من منظور قيمي” وهي زاوية لم تحظ بالاهتمام الكافي في الأبحاث والدراسات، الأمر الذي يزيد من أهمية الموضوع، خصوصا مع حالة انعدام الأمن التي تجتاح المنطقة العربية والإسلامية. ليحلل في الفصل الثاني من الكتاب موضوع القيم وتأثيرها العميق على المجتمعات.

ويتناول الكاتب في الفصل الثالث مكانة الأمن الاجتماعي وتأثيره على المجتمع، علاقته بالقيم “مركزيا”، ويبحث الكتاب مفهوم الأمن بصورة معمقة فهو العنوان الأبرز لحضارة الأمم ويسلط الضوء على حساسية المفهوم والتعقيدات والتباينات التي يحملها والفجوة بين الواقع والشعور فيما يتعلق بموضوع الأمن وتداخله مع الموضوعات الاجتماعية الأخرى وأنواعه، حيث إن مفهوم الأمن يشمل أنواعا كثيرة منها القومي والسياسي والغذائي والاقتصادي والفكري والنفسي، فيُبرز مكانة الأمن بشكل عام ومخاطر فقدانه، مسلطا الضوء على الأمن الاجتماعي بشكل خاص “وعلى القيم كونها الجهاز المناعي لأمن المجتمع وهي مركز ثقل الدولة والملاذ الأخير للأفراد والأسر عند ضعف الدولة والعودة لشريعة الغاب”.

يصل الباحث في الفصل الرابع من الكتاب، ليتناول القيم الإسلامية وطبيعتها ومميزاتها وخصائصها وأثرها على الأمن الاجتماعي، ففي ظل ما تعانيه المجتمعات العربية والإسلامية من فقدان للأمن بشكل عام وللأمن الاجتماعي بشكل خاص، وفي وقت تواجه فيه المزيد من الحروب الناعمة منها والخشنة، وفي ظل القصف العشوائي الذي يتعرض له الإسلام من نيران معادية أو صديقة بدافع المكر أو الجهالة وتحت تأثير الغزو الفكري والتدمير الثقافي والأخلاقي.

وفي فصله الخامس، يبحث الكتاب في التحديات التي تواجه القيم الإسلامية في مجتمعاتنا، وسُبل مواجهتها، وخطورة ما حصل من احتلال وتقسيم للوطن العربي وبعض الدول الإسلامية، ومحاولات هيمنة حضارات خارجية، وطمس للهوية الثقافية للأمة عن طريق البعثات التعليمية والحملات الدعائية للقيم الغربية، وإثارة للفتن والتفرقة داخل المجتمعات لخدمة أجندات غربية عن طريق السيطرة الإعلامية وبناء إمبراطوريات إعلامية ضخمة تخدم هذه التوجهات، والتغلغل داخل هذه مجتمعاتنا عن طريق منظمات المجتمع المدني التي تحولت لحصان طروادة لاختراق الشعوب وإشعال الفتن والصراعات، واختراع صرعات فكرية تنطوي على مفاهيم وأفكار تتنافى والقيم الإسلامية بل حتى مع القيم الإنسانية، مثل موضوع المرأة والأسرة وغيرها كثير، وباستخدام بعض ما يسمى بالنخب أو المثقفين، واستطاعوا التسلل إلى كل بيت، وإلى كل فرد على حدة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.

ويلخص الكتاب في فصله الأخير، بعض مخاطر النظريات النفعية والبراغماتية على مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وما سببته من حروب وصراعات والبؤس والدمار الذي خلفته، ويسلط الضوء في مساحة من المقارنة على مدى نجاح القيم الإسلامية في حل مشاكل المجتمعات وتحقيق أمنها ومدى قدرتها على الاستمرارية والديمومة، مقابل قصور “القيم” في المذاهب الوضعية في تحقيق الأمن الاجتماعي، وكيف أن كل طبقة اختارت نظرية تلبي حاجاتها أو طموحاتها بمعزل عن الآخر، فكل “نظرية وضعية” هي وليدة المشاكل التي عاصرتها، وفي الغالب فإن هذه النظريات تعتمد على العقل، ومن المعروف أن عقول البشر تتفاوت وزوايا نظرهم للأمور تختلف، وغالبا ما تكون متناقضة ومتباينة لأنها غير متفقة على جذر أخلاقي واحد.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى