الأمة الثقافية

“صديق”.. شعر: محمود مفلح

بَلوتُ مِن الأيامِ شَهْداً وَعَلقَمـــا

وقد ارهقتني  سُلَّما ثُمَّ سُلَّمــا !

وأَفْضلُ مَا فيها صديقٌ مُعَتَّقٌ

كريمُ السّجايَا ظل للجُرحِ بَلْسمـــا

كَأنَّ زُهورَ الروضِ فوح كَلامهِ

وإن أَظْلمتْ يومًا عليكَ تبسَّمـــا !

شغوفٌ بحبِ الناسِ يَسْعى لِخيرِهم

وإنْ مرَّ يوماً باليتيمِ  تألّما

ويُملي عَلى الأشجارِ خُضرةَ زَهْوِها

ويقطف وردا للفقيرِ لعلّما !!

وإنْ كانَ ذَا ماءٍ أَتاكَ بمائهِ

جَميعًا وإنْ حانَ الوضوءُ  تَيَمّّْمــَا!

إِذا قالَ يَخضرُّ الكلامُ بقولهِ

كأنَّ لهُ مِن لُؤلؤِ القولِ مَنْجَمــا !!

أفتشُ عنْ هَذا الصديقِ فلمْ أجدْ

سِوى صَاحبٍ في كِبْرهِ قَدْ تَورَّمـــا  !

تَعمْلَقَ في وجهِ الصغائرِ وَاهمــاً

وإن وَاجهَ الخطْبَ الجسيمَ تَقزّمــا!

إِذا لاحَ صيدٌ راحَ يلهثُ خَلفَهُ

بِلَا حَرجٍ حَتّى وإنْ كانَ مُحْرِمـــا !!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights