تقارير

صراع العقارب يشتعل داخل نظام الملالي الإيراني ويقرب نهايته

تناولت الصحف الإيرانية الرسمية خلال أعدادها الأخيرة  موضوع صراع السلطة بين قادة النظام، مما يكشف عن انقسامات سياسية عميقة في ظل اقتراب المفاوضات الحساسة مع الولايات المتحدة في مسقط.

وتعكس هذه المقالات حالة العجز التي يعاني منها النظام في إدارة الأزمات الداخلية، بينما تُفاقم هذه التوترات من السخط الشعبي وتعزز من المقاومة المنظمة ضد السلطة الحاكم

صحيفة هم‌ميهن من جانب كتبت تقريرا عن هذا الصراع بعنوان : مجرد إصدار بيانات؟

وانتقدت هذه المقالة بشدة تقاعس بعض مسؤولي النظام عن مواجهة الأزمات الداخلية، معتبرة البيانات المتكررة دليلاً على عجزهم عن اتخاذ قرارات فعّالة. وأكدت “هم‌ميهن” أن صراع السلطة بين الفصائل، بدلاً من حل المشكلات، يؤدي إلى تفاقم الانقسامات.

انقسامات داحل المشهد السياسي الإيراني

نفس المسار سارت فيه صحيفة ستاره صبح: معاداة الغرب مبدأ لبعضهم وتجارة لآخرين

أشارت “ستاره صبح” إلى استغلال بعض الفصائل المتشددة لشعارات معاداة الغرب كأداة للحفاظ على السلطة في مواجهة منافسيهم الداخليين. ووصفت المقالة هذا النهج بأنه ذريعة لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية لبعض الأطراف

بدورها اعتبرت صحيفة اعتماد في تغطيتها : عدم الإصغاء أسوأ أنواع التصفيةإذ انتقدت “اعتماد” تجاهل النظام لأصوات المعارضين وحتى الانتقادات الداخلية، معتبرة أن هذا التجاهل الذاتي دليل على عجز النظام عن تحقيق توافق داخلي. واعتبرت المقالة صراع السلطة عائقاً أمام حل أزمات البلاد.

فيما تطرقت صحيفة آرمان ملي لما اسمته : صمت المتشددين المعبّر وتناولت “آرمان ملي” صمت المتشددين الاستراتيجي إزاء التطورات الأخيرة، معتبرة إياه دليلاً على محاولتهم إعادة ترتيب مواقعهم السياسية في مواجهة منافسيهم. ووصفت المقالة هذا الصمت بأنه علامة على ضعف المتشددين وتخبطهم.

وعادت نفس الصحيفة لمناقشة آرمان ملي: تحديات جديدة لمجلس مدينة طهران  لإقالة زاكاني

حيث ركزت المقالة على التوترات داخل مجلس مدينة طهران ومحاولات إقالة زاكاني، واعتبرتها جزءاً من صراع السلطة على المستويين المحلي والوطني.

وأكدت “آرمان ملي” أن هذه الصراعات تعكس عجز النظام عن الحفاظ على الاستقرار حتى في المؤسسات التي يسيطر عليها.

ويكشف صراع السلطة بين قادة النظام الإيراني، كما عكسته مقالات الصحف عن ضعف هيكلي وعجز واضح في النظام. ففي ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والدولية، ينشغل الفصائل المختلفة، من المتشددين إلى المعتدلين، بالصراعات الداخلية للحفاظ على السلطة أو استعادتها بدلاً من توحيد الجهود.

وتظهر هذه التغطيات إن هذا “صراع العقارب”، كما أشارت إليه “هم‌ميهن” و”اعتماد”، لا يقوّض قدرة النظام على إدارة الأزمات فحسب، بل يؤدي أيضاً إلى انسداد سياسي خطير. يسعى المتشددون إلى الحفاظ على مواقعهم عبر شعارات معاداة الغرب (“ستاره صبح”) أو الصمت الاستراتيجي (“آرمان ملي”)، بينما يتهمهم منافسوهم بالتقاعس وإهدار الفرص.

وبل كرست هذه المعالجات تفاقم هذه الانقسامات من السخط الشعبي الناتج عن الفقر والقمع والفساد، مما يوفر أرضية خصبة لتعزيز المقاومة المنظمة. يرى الشعب الإيراني، الذي يعاني منذ سنوات من وطأة السياسات الفاشلة، في هذه الخلافات دليلاً على تفكك النظام تدريجياً.

ومن البديهي أن تستغل المقاومة المنظمة، التي تنمو في قلب هذا السخط، ضعف النظام للتحضير لانتفاضة شاملة. سواء فشل النظام في المفاوضات الخارجية أو عجز عن استغلال الفرص الدبلوماسية بسبب الصراعات الداخلية، فإنه في كلتا الحالتين يتجه نحو مأزق لا مفر منه، مما يمهد الطريق لانتفاضة شعبية عارمة.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى