أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب التوصل لاتفاق مع كوريا الجنوبية يقضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 15 على صادراتها إلى الولايات المتحدة، كما تضمن الاتفاق التزام سيؤول بضخ 350 مليار دولار في صندوق استثماري أمريكي.
ونشر ترمب عبر منصته على مواقع التواصل الاجتماعي مساء يوم امس الأربعاء، مؤكدا التوصل لاتفاق بشأن الرسوم بنسبة 15 لكوريا الجنوبية مع الإشارة إلى أن أمريكا لن تفرض عليها رسوما.
ويرتبط الصندوق الاستثماري المعلن عنه بصندوق مماثل بقيمة 550 مليار دولار كانت اليابان قد وعدت به سابقا في إطار مساعيها لتقليل الرسوم المهددة.
وبمثل الالتزام الياباني الذي شبه بصندوق ثروة سيادي فإن الإنفاق من الحساب الكوري الجنوبي على الاستثمارات في أمريكا سيكون تحت إشراف ترمب شخصيا وفقا لتصريحات الرئيس.
وأضاف ترمب أن كوريا الجنوبية وافقت أيضا على قبول المنتجات الأمريكية بما فيها السيارات والشاحنات والمنتجات الزراعية وغيرها ويبدو أن ذلك يأتي في إطار اتفاقية تقضي بقبول السيارات والشاحنات المصنعة وفق معايير السلامة الأمريكية دون إخضاعها لمتطلبات إضافية.
ولم يتضح بعد ما إذا كان الاتفاق يتضمن خصومات على الرسوم المفروضة على السيارات وقطع الغيار الكورية والتي كانت تمثل نقطة خلاف رئيسية في المفاوضات الأخيرة بين البلدين.
كما أعلن ترمب التزام كوريا الجنوبية بشراء غاز طبيعي مسال ومنتجات طاقة أخرى بقيمة 100 مليار دولار.
ويأتي هذا التعهد بالإضافة إلى التزام الاتحاد الأوروبي بشراء 750 مليار دولار من الطاقة الأمريكية خلال ثلاث سنوات وسط تساؤلات حول قدرة الولايات المتحدة على تلبية الكميات المتفق عليها في اتفاقياتها التجارية مع الدول الأخرى.
وركز ترمب في اتفاقياته التجارية الإطارية على جذب الاستثمارات الداخلية وتعهدات الشراء خاصة تلك المرتبطة بثروات النفط والغاز.
وتمثل نسبة الـ 15 رسوما مفروضة على كوريا الجنوبية تتويجا لشهور من المفاوضات كما تساعد سيؤول الشريك التجاري السادس لأمريكا على تجنب رسوم بنسبة 25 % كانت ستدخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس إلى جانب عقوبات جديدة على عشرات من الشركاء التجاريين الأمريكيين.
وكانت المفاوضات حساسة بشكل خاص للحكومة الكورية الجنوبية الجديدة حيث نظر الرئيس لي جاي ميونغ في إمكانية منح الولايات المتحدة وصولا أكبر إلى أسواق لحوم الأبقار والأرز وهي قضية حساسة أثارت احتجاجات واسعة عام 2008.
وأكد ترمب أن الرئيس الكوري الجنوبي سيزور واشنطن خلال الأسبوعين المقبلين لعقد لقاء ثنائي.
وتهدد التنازلات التي قدمها لي بزعزعة استقرار فترة حكمه عبر إثارة غضب المزارعين وتقسيم حزبه حيث كان فوزه في انتخابات يونيو بعد أشهر من الاضطرابات السياسية قد ساهم في تحسن ثقة المستهلكين والأعمال وقفزة في سوق الأسهم لمستويات قياسية
لكن كوريا الجنوبية كانت تسابق الزمن في المفاوضات التجارية لتجنب أضرار الرسوم الشاملة على اقتصادها الهش الذي بدأ للتو في التعافي من انكماش.
ويذكر أن كوريا الجنوبية لديها اتفاقية تجارة حرة قائمة مع الولايات المتحدة كما أن شركاتها الكبرى قد تعهدت بضخ استثمارات كبيرة خلال سير المفاوضات.
وفي الأسابيع الأخيرة التي سبقت مهلة الأول من أغسطس سعت عدة دول آسيوية للحصول على شروط أفضل.
حيث أقرت الصفقة اليابانية رسوما بنسبة 15 مع تعهد استثماري أوضحته السلطات اليابانية لاحقا بأنه يأتي بشكل شبه كامل على شكل قروض بينما حصلت إندونيسيا والفلبين على نسبة 19 ووصلت النسبة في فيتنام إلى 20%.