تلك الأساطير التي مارسها العالَم للتّخويف من الإسلام والمسلمين؛ تمامًا مثلما يخوِّف بها الآباءُ أطفالَهم، ليناموا ولا يخرجوا خارج البيت.
تلك هي الأحكام الذهنيّة المُسبقة التي يتعاملون بها مع الشُّعوب كأطفال قُصَّر لا يعرفون مصلحتهم؛ وهي أيضًا التي سجنوا الإسلاميّين فيها من خلال التّابوهات الجامدة، والصُّور النّمطيّة الصّمَّاء؛ فإذا بهم يرونهم على الحقيقة لا يَمتُّون للتّابوهات والصُّور النّمطيّة التي عاشوا دهرًا يُروِّجونها للتّنفير منهم ومن الإسلام ببروبجندا الكتائب الإلكترونيّة ومراكز إدارتها التي لا تصدر عن جهل وإن كانت تُسوِّق للجهل مستغلةً غريزة الفُضول التي غذّتها وأنشطتها وسائل التّواصل الاجتماعي.
ومن تلك الفِرَى تسويقهم عن الإسلاميّين بالشّام أنّهم تَخَلّوا عن مرجعيّاتهم، ويُسايرون التّحوُّلات حتى لا يتّهمهم النّاس بأنّهم كَذَبة وفَجَرَة، واستغلوا الغرائز الإنسانيّة الجِبلِّيّة. بالخوف من المجهول، لتحقيق أغراضهم في العُلُوّ في الأرض بغير الحقّ، ومنع النّاس من معرفة الحقيقة، ومنحهم حُرّيَّة اتّخاذ القرار فيما يختصّ بكلّ شؤونهم في الحياة من تنظيم وعدل ومساوات وكرامة ومشاركة في الثّروة والسُّلطة.
وبينما الصُّور الذهنيّة التي صُنِعت على عين مراكز الاستشراق والمخابرات العالميّة والعربيّة والتّابوهات الصّمَّاء تتهشَّم أمام أعين النّاس، وتتساقط الفِرى كلّ لحظة، سيكتشف العالَم أنّ زمن المتاجرة بالخوف من الإسلاميّين كانت أحقر حقبة في تاريخ العرب والعالم.