مقالات

صفوت بركات يكتب: أسرار الاختلاف والخِلاف والعداوة

سِرّ أسرار الاختلاف والخِلاف والعداوة والتّضاد والفشل والهزيمة في الأمّة الإسلاميّة هو -كما أخبر ربّ العِزّة- في قوله تعالى: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}.

ولم يقع الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعضه الآخر، بل بلغ الأمر أنّنا نؤمن ببعض النّبيّ الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام-، ونكفر ببعضه الآخر بأن كلّ فرقة تتبع جانبًا من شمائل النّبي -عليه الصّلاة والسّلام-.

ولن تقوم للأمّة الإسلاميةّ قائمة إلّا إذا وحّدوا مُحمّدًا النّبي الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام-.

مُقدِّمات الهزيمة قديمة، وأوّل أركانها يوم استسلمتِ الأمّة لأنصاف العلماء الذين تنازعوا النّبيّ الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام-، وصوّروه عددًا منَ النُّسخ والشّخصيّات المختلفة والمتناقضة والمتضاربة أو أظهروا جانبًا منَ شخصيّته ورسالته على أنّها هي كلّ الرّسالة والنّبوّة، وجحدوا غيرها من جوانب أو أخفوا جوانب أخرى، بل رُبّما ناصبوها العَداء؛ فمَن أظهر لِينَه وخُلُقه وبِرّه ورحمته أخفى جهاده وغِلظَته على الكُفّار والمُنافقين؛ ومَن أظهر غِلظَته على الكُفّار والمُنافقين، وبأسه وجهاده وعبادته أخفى رحمته ومكارمه وعفوه وشمائله.

وفي هذا كلام كثير وطويل، ولن تقوم للأمّة قائمة إلّا إذا اجتمعت على نبيّها ورسولها كما كان كامل الأخلاق ومكارمها، كامل العبادة والزّهد، كامل الجهاد وإمامه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *