صفوت بركات يكتب: أصل الداء
قبل موتى أحب أن أنصح علماء المسلمين وأكابرهم أن من يضع الميزانيات للدول ويتحكم في هيكلتها هو الحاكم الفعلي، والمفسد الأول للبيئة السياسية والاجتماعية والدينية، وخطره أعظم من كل العصاة والمتطرفين والارهابيين، كما يُزعم.
وأن الصراع القائم بين كل المجتمع ومنهم المشايخ والمتمذهبين وكافة طلاب العلم والتيارات الاجتماعية الثقافية كل هؤلاء مجرد عَرَض وضحايا لما يفعله واضع الميزانية ومهندس هياكلها وصراعاتهم..
بعيدا عن هذا المناط لن تتوقف وخلافاتهم لن تحسم ولن يجتمع لهم كلمة إلى ما شاء الله حتى يفطنوا إلى مصدر آلامهم وبئر السم الذي يسرى في عقولهم وقلوبهم ومعايشهم والحقيقة كلما اطلعت على موضوع خلاف عقدي أو فقهى أو اجتماعي أو سياسي بين كل هؤلاء قلت لا حول ولا قوه إلا بالله كيف لهؤلاء الطيبين لم يفطنوا لسبب خلافتهم على مدار قرنين وخشيت أن يكونوا من الذين ضلوا وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا.
فلم تكن الندرة ولا الوفرة هي الداء ولكن هندسة الهياكل للميزانيات من حيث مداخليها «الموارد والنفقات» هي أصل الداء وسبب كل ما نراه ونشاهده ونعيش صراعاته وانعكاساتها على الناس وكل المجالات الدينية والاجتماعية والسياسية وليس هذا هو المهم فهو بديهي منذ خلق السماوات والأرض وأمتن الله على الناس به في قوله سبحانه الذي أطعمهم من جوع ولكن المصيبة أن كل هؤلاء النبلاء والطيبين لم يفطنوا له حتى اليوم.