صفوت بركات يكتب: إنّ إلى ربِّك المُنتهى!
![](https://alomah.net/wp-content/uploads/2023/12/11-1.jpg)
أخي الحزين، اطمئن فهناك أمر غائيّ لله في الكون، وهذا الأمر تجري سُنن الكون والشّرع به، وكلّ وسيلة يسلكها النّاس -مؤمنهم وكافرهم- كانت محمودة موافقة لأمر الله الشّرعيّ والكونيّ أو مخالفة له، لتحصيل أغراضهم وحظوظهم في هذه الدُّنيا التي تتعدّد فيها الحظوظ والشّهوات وميادين الصّراع؛ وكذا أمر الله الكونيّ أو مخالفة له تفضي بعد أن تُثمِر ثمرتها خيرًا أوشرًّا إلى أن يكون أمر الله الغائيّ في الكون نافذ لا محالة، وبعدما تنتهي حيل الخلائق في إنفاذ أغراضها في كلّ غاية وحظّ لهم على الوجه الذي قصدوه سيجدون في منتهى الطّريق أنّهم كانوا في خدمة الأمر الغائيّ الكونيّ وغلبته على كل شيء؛ فلا تبتئس، فكما يقول البعض: كل الطُّرق تفضي إلى روما.
فكذلك كل الطُّرق والسُّبل المحمود والممدوح والمذموم منها تفضي لغلبة أمر الله على الكون، وإنفاذ إرادته ومشيئته، وتُكتب أعمال الناس الحسن والقبيح، ويُجازى مَن أحسن بالحُسنى ومَن أساء بالسُّوء؛ ومنتهى ما يفعله هؤلاء تسليطهم علينا، ليستخرجوا منّا ما يُرضي ربنا، ويوافق مشيئته بالتّدافُع بين النّاس، وليتحقّق لك ولهم في مُنتهى الطّريق أنّ أمر الله غالب -والله غالب على أمره-، وليصدُق مَن شاء الله له الصّدق، ويتحسّر مَن كتب الله عليهم الحسرة والخُسران المبين.
والخلاصة: ليس النّصر «متى ولا كيف»؛ وليكُن غالبية أمر الله على الكون هو ما تتمحور عليه حياتك بقدر ما يكون همّك موافقتك لشرع الله، وأن تسلُك إليه السّبيل المحمود؛ وأما المآلات فهي محكومة ومقبوض عليها لعزيز قاهر لا يخرج شيء في الكون عن مشيئته حتى لو كان مُنتهى الشّرّ فلن يُفضي إلا إلى إنفاذ إرادة الله وهنالك يخسر المبطلون.