صفوت بركات يكتب: التدمير الناعم للدول.. ونهاية الـ«corridor» الغربي
الـ«corridor» «كُريدور» ممر ضيق صناعة طوائف الخونة (الحاكمة والمتحكمة والمحصنة ضد الولاء الوطني والعقيدة والأعراف والعادات الأصيلة والمحلية) ما تفعله الإمبراطوريات والدول المستعمرة لدول من العالم الثالث،
صناعة الـ«كُريدور» المالي والسياسي والثقافي لينتج بعد ثلاثة عقود نصف مجتمع تابع يدير الصراع الداخلي بنفسه، مع النصف الآخر عبر الإعلام والتشريع والتحكم في مفاصل الحكم، ليكون هو الأسوة والقدوة لسحق النصف الآخر من المجتمع.
ولهذا تتبنى الدول صاحبة الغرض تمويل الجيوش والفنون والمؤسسات الثقافية والقضائية وحتى الصحية والتعليمية «واضعوا المناهج وطرق التدريس»
وتحصن الجماعات المسماة جماعات حقوقية ومؤسسات النسوية والطفولة لإعادة صياغة أو صبغة المجتمع ثقافيا وتشريعيا واجتماعيا وسياسيا بصبغة الـ«كُريدور» الذي نشأ في أول الأمر بحفنة من الناس الفقراء،
والفارق الوحيد للرواد الأوائل من بين من يعمل موظفاً فقيراً وبين من يحصل على راتبٍ أجنبي في منظمة دولية لا علاقة له بـ «القدرات» و«الإنتاج» والمعايير الرأسمالية، الموضوع سياسي أساساً والمال سياسي بحت؛ والفارق بين المصيرين حاسمٌ وفائق.
وحين يكون لعنصرٍ وحيدٍ هذا القدر من التأثير على حياتك، تصبح غالبية العلاقات الاجتماعية متمحورة حوله، وحول من هو في «الداخل» و«الخارج»؛ وهذه الأهمية ستزداد في دولٍ تنهار فيها الدولة الوطنية والاقتصاد المحلّي، فيما يزداد باطّراد التمويل الأجنبي والاستثمار السياسي للدول الثرية، فيصبح لها مجتمع صغير مؤثّر في كلّ بلد. وهذا ما حصل ويحصل في العالم الثالث بلا استثناء.