بواسطة قَدَرُ الأب والأُمّ المعيلة وغزّة!
إنّ حجم الشّقاء والتّضحيّات التي يتكبّدها الأبُ والأُمُّ المعيلة لرعاية أسرته أو أسرتها، وحفظ حيواتهم، وصيانة كرامتهم، وتحقيق آمالهم، لو وُضِعَت على ميزان في كِفّة، وهو أو هي في كِفّة أخرى لحكمنا أنّها خسائر عبثيّة وسَفَهٌ ومغامرات لا تساوي كُلّ هذا الشّقاء والمكابدة؛ ولكن حين تُوضَع في كِفّة والأسرة مكتملة في كِفّة أخرى تظهر هذه المكابدة والتّضحيّات ثمنًا قليلًا، وربّما زهيدًا في سبيل صيانة كرامة وحيوات أسرته ورفاهها. وهذه المعادلة الصحيحة في مواجهة المعادلة الخاطئة التي تدعو لها مراكز أبحاث وخلفها ميزانيّات رهيبة لصناعة الفردانيّة والسنجلة، وتهدف من خلفها وأد الانتماء للأُمّة والأسرة والدّولة والجماعة التي تحرُس كُلّ مُقدّرات الأُمّة.
ولهذا حين نجعل تضحيّات غزّة كجغرافيا في مواجهة النّظام الدّوليّ الغربيّ والصهيونيّة العالميّة تصبح خسارة عظيمة وغير ذات جدوى، ولكن لو جعلتها محلّ الأب المسئول عن أسرة كبيرة تهون، حينئذٍ، تلك التضحيّات والمكابدة في مقابل ما تحصّنه للأُمّة من كرامة وضرورات بغيرها تصير الأُمّة الإسلامية بكاملها كالعجماوات تُسَخّر في خدمة الصهيونيّة العالميّة جيلًا بعد جيل.
تابع قناة جريدة الأمة الإلكترونية في واتساب
تابع قناة جريدة الأمة الإلكترونية في يوتيوب
