مقالات

صفوت بركات يكتب: تخاريف قديمة.. الرغوة وترامب

قبل ثماني سنوات كتبت تحت هذا العنوان: «الرغوة وترامب» جاء فيه:

يرتعد قطاع كبير في العالم من نوايا ترامب في النكوص على معاهدة التجارة الحرة والعولمة والتي كانت أساس وتأسيس لعدد من المراكز القانونية لمؤسسات منتشرة في العالم وعلى كامل الجغرافيا العالمية وبها من الوظائف التي يشغلها ملايين من البشر، يستحوذون على ثلثي المداخيل والثروات العالمية وثمرات الاقتصاد في العالم بغير حق.

وهم رغوة المجتمعات ويشكلون الطبقة العليا فيه والمتنفذة وكلهم مصدر مداخيلهم كلها قائمة على الائتمان عالم ما بعد 1971 ونظام الذهب المالي والنقدي والذي يترجم لقيم سوقية محملة على السلع والخدمات تمنح وتمنع القيمة الاضافية للاقتصاد الفعلي العالمي والذي يمثله ويعمل به الأغلبية لسكان العالم في كل الطبقات.

فإذا مضى ترامب في نواياه وأصبحت سياسات فعلية فسيتفكك كل البنى المؤسسية التي ولدت بعد معاهدة التجارة الحرة وكل التحالفات التي نشأت عليها وستهدد الكيانات التي تعيش فعليا على اقتصاد المنح والمنع والقيم الإضافية والائتمان في العالم.

وستعدم ديون بأرقام فلكية كانت مصادر نفوذ وخلف قرارات دولية وإقليمية ومحلية مما ربما يجعلنا نرى من المتشردين من الطبقات العليا مالا يمكن إحصائه ومن يخدم عليهم من صحافة وإعلام وفنون وسينما ومسرح والمراكز البحثية المروجة للعولمة وكذا شلة المكاتبتية بالشرق الاوسط والذين مهمتهم وضع الرغوة لتخفي منظومة القيم العولمية.

وربما راجعوا أنفسهم وتبنوا الخطاب الهوياتي الحقيقي لكل أمة من الأمم ليكون هو المعيار الذي ستبنى عليه التحالفات والأعداء والمصالح مستقبلا وتتخلف المصلحة لتكون الدرجة الثانية في معايير الأحلاف بعد الهوية والخصوصية القومية وستكون الرغوة الحقيقية كما قال الله تعالى فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.

كذلك يضرب الله الأمثال وعندها سيعرف الناس الحقيقة للرغوة الحقيقية حين تتبخر أو تذهب جفاء ويعود المكاتبتية لممارسة الكتابة واستعمال ملكاتهم فيما ينفع الناس ويرتدوا لقول الله تعالى {وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ ۖ إِنِّي إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ} (سورة هود الآية: 31).

صفوت بركات

أستاذ علوم سياسية واستشرافية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights