الأحد يوليو 7, 2024
مقالات

صفوت بركات يكتب: تشويه مقاصد الجهاد

قد يُسَاء فَهْم الجهاد وتُشَوّه مقاصدَه وغايتَه وما شُرِع من أجله في ظِلّ حُكم الصُّهيونيّة للعالَم والمؤسّسات الأُمميّة قبل أن يمارسه أيّ أحدٍ (فرد أو جماعة أو طائفة) في القرن الأخير؛ فما سُمِح به مِن فِعل الجهاد كان فقط لخدمة بقاء الهيمنة لهم كما سُمِح به من قَبل في تُخُوم الصِّين وأفغانستان وأوكرانيا لإضعاف الصّين وروسيا، وجرى تجريمه في حال كان يَنتقِص من هيمنة الصهيونيّة على النظام الدّوليّ، ولكنها جميعًا لم تمسّ عَصَب الصُّهيونيّة، ومركزها الفرعيّ والأساسيّ بالغرب والكيان، ويذهب بها إلى الهاوية بعدما فَضْح كلّ تسلُّلاتها لعَصب النظام الدّوليّ والأُمَميّ ومؤسّساته وفي كلّ الفضاءات ومراكز صُنع القرار في العالَم.

وقريبًا بعد هذه الحرب الجارية وما ستُسفِر عنه؛ فإنّ بقاء المقاومة بغَزّة إلى اليوم بعد الشّهر الثّامن أمام أكبر قُوّة تدميريّة عالميّة (من الكيان والناتو وأمريكا بمدّهم من آلات القتل والدَّمار والمعلومات والحماية السياسيّة في المؤسّسات الأُمَميّة والقمع الإعلاميّ، علاوةً على ما يقوم به النِّظام العربيّ من تمويل و اتفاقات سِرّيّة من أجل استئصال أيّ جماعة متمرّدة أو مقاومة) لهو نصرٌ سيُدرَّس، وسيأتي اليوم لتبرُز أسماؤهم، وتُرفَع مكانتهم وقدرهم فوق الرؤوس ليس أمام العالَم الإسلاميّ فقط بل أمام طُلاب الحُرّيَّة الحقيقيّة في العالَم، وربّما تُنصب لهم شواهد في عواصم ومُدن العالَم، ليكونوا نِبراسًا تَستضيء به الأجيال القادمة مِن بعدنا، وتُكتَب عنهم كُتبٌ، وتُدَرّس سيرَهم ومرجعيّتهم التي صنعتهم، والتي -إن شاء الله- ستكون أفضل تفسيرٍ لقوله تعالى:

{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)}.

 


‏تابع قناة جريدة الأمة الإلكترونية في يوتيوب

تابع قناة جريدة الأمة الإلكترونية في واتساب

Please follow and like us:
صفوت بركات
أستاذ علوم سياسية واستشرافية https://youtube.com/@alomhaa

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب