صفوت بركات يكتب: ثورات الربيع العربي ولدت ميتة!
كتبت هذا قبل ثماني سنوات:
لم تُغتل ثورات الربيع العربي ولكنها ولدت ميتة بلا رأس قبل أن تبدأ وشعاراتها على المشاع المحلى والدولي..
فسهل على أعدائها مشاركتها ثم قيادتها لمثواها الأخير.
وكل حركة تنطلق بلا رأس وتحزم شعاراتها وتقْصرها على أهلها، فتحول بينهم وبين غيرهم لتصنع شرعيتها بنفسها ولا تنتظر اكتسابها من غيرها، سواء على المستوى المحلى أو الدولي.
ولنا أن نتعلم كيف تم مزاحمة الثورات بشركاء في العالم العربي لتشييع الحق وسرقة قيادتها ودفة توجيهها،
وكذا من روسيا بجلالة قدرها وأنها أحد القوى العظمى وثاني قطب في العالم بمجرد سن هدنة بسوريا وإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار، وذهابها لمجلس الأمن بقرار تم مشاركتها فيه، ثم تغيير بنوده قصرًا وقهرًا.
لأن أي مشروع يرتفع ليكسب شرعية من غيره يصبح حق على المشاع ولهذا تم تأسيس مجلس الأمن والأمم المتحدة وكافة المؤسسات الدولية لتشييع الحق وتشريعه.
وكل حركة يتم تشييع عناوينها وأنسنتها تنجرف في طوفان هي لا تمثل فيه القوة المحركة وامتلاك دافة القيادة يقودها الأقوى والأقدم منها في العنوان والشرعيات القديمة.
ومن هذا نتعلم أن الخيارات المباحة والشرعية المشروعة لا تكفي للتغيير، ولكن التغيير يشترط حصر الحق في أصحابه والعناوين والقيادة والاستقلال.
ولهذا رفض رسول الله عليه الصلاة والسلام الملك لأن من يملك العطاء يملك السلب وجعل شرعيته سماوية وهو وحده وفى منتهى ضعف الإمكانيات البشرية.