مقالات

صفوت بركات يكتب: سر طول حرب غزة.. وسقوط بايدن

تحت هذا العنوان «القياس الفاسد!» لَيْسُوا سَوَاءً.. وقبل ثمانية أشهر كتبت هذه السطور:

«وليم بيرنز» -رئيس المخابرات الأمريكيّة (CIA)، وعقل الإدارة الأمريكيّة- سيكون خَلْفَ سقوط «بايدن».

«وليم بيرنز» مشروع دراسته وتخرّجِه ومسوِّغات وظيفته هي «مصر» بكُلّ ما تمثِّله في العالَم، والعالَم العربيّ والإسلاميّ، ومكوِّناتها الاجتماعيّة، وطيفها الإسلاميّ، والعَلمانيّ، واللّيبراليّ، والمسيحيّ؛ وخلاصاته عن مصر كنموذج للعالَم الإسلاميّ وتجربته في مصر خلف توريط الإدارة الأمريكيّة في مغامرة الكيان بغَزّة.

ولفَسَاد قياساته العلميّة، والتّحليليّة لغَزّة على معايير التّيَّارات الإسلاميّة الخبير بها في مصر

(كالإخوان، وسلفي إسكندرية، ومَن جلس معهم بشقّة إسكندريّة، وخَطّط للمستقبل بعد ٢٠١٣، ومَدّهم بمبرّراته التي يَسَعهم التّرويج لها)؛

ولعَدَم إدراكه الفوارق الشّاسعة بين مكوّنات التّيَّارات الإسلاميّة بأسيا وأفريقيا، وأنّ التّجارب لا تتطابق،

ولا تقترب مِن بعضها وإنْ كانت تجربة الإسلاميين بالعراق، وتركيا شبيهةً بمصر إلا أنّ غَزّة تختلف عنهما، وتقترب مِن “أفغانستان”؛

ففرقٌ بين إسلام المغانم (الأفريقيّ)، وإسلام المغارم (الأسيويّ).

وهذا الاستثناء لغَزّة وأفغانستان هو الّذي وَرّط أمريكا، وجَرّها خلف الكيان، وسيكون ذلك سببّا لسقوط «بايدن»،

وتحميل أمريكا عارًا لن تستطيع التبرُّؤ منه، ومِن خلفها النُّظُم الغربيّة بشكل عام؛ وأمّا قَفز البعض منهم الصيرورة النهائية مشكوك فيه.

وعند سقوط «بايدن» -وهو بالمناسبة ليس ببعيدٍ، واحتمالاته أعظم مِن نجاته منه إلا أنْ يشاء ربّي أمرًا آخر- فسيُحاسَب،

ويَذكُر أنّ «وليم بيرنز» هو مَنْ قاد جهلَه بالفوارق الكبيرة بين التّيَّارات الإسلاميّة بالعالَم، وبين مَنْ بغَزّة؛

والسِّرّ يكمُن في التّديُّن المغشُوش الذي خَبَرَه، والتّديُّن الحقيقيّ الذي غَفَلَه؛

فانسياقه خلف الكيان مقامرة بأقوى قوّة عظمى في العالَم الغربيّ خلف نزوات ونَذَق «نتن ياهو»،

والذي أفقده «السّابع من أكتوبر» توازنه هو وقادته العسكريّين، ومضى خلف غضبه إلى حَتْفِه؛ وهو هو إلى اليوم لم يحقّق أيًّا مِن أهدافه التي أعلنها.

صفوت بركات

أستاذ علوم سياسية واستشرافية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights