صفوت بركات يكتب: صبر الدعوة والفخاخ الصغيرة
قبل أربعة أعوام كتبت تحت هذا العنوان «صبر الدعوة» هذه السطور:
الكثير من العلماء تكلم وأفاض حول صبر الإنسان والداعية ولكنى لم أجد من يتكلم عن صبر الدعوة ذاتها وهو ما يطلق عليه علم الاستراتيجيات في العلوم السياسية
والأزمة في تحديد الأهداف وتقديم الأكبر والصبر على العمل عليه وعدم الاغترار بالأهداف الصغيرة والتي هي بحكم الصيرورة ثمرات لا تحتاج لتكلفة والمسارعة في الاقتناص..
فإسرائيل لاح لها مئات الفرص الصغيرة والأهداف التي كان من الممكن اقتناصها ولكنها تعففت عنها حتى تحقق الهدف الأكبر ثم توالت عليها الثمرات..
وتساقطت عليها الأهداف الصغيرة كتساقط التفاح والثمار على قوم سبأ، ونحن نفشل لعكس دورة النهوض والقيام والبعث من جديد فأسقطنا في الفخاخ واستعجلنا الجنى للثمار الصغيرة ولم نصبر ونصوم لنفطر على الأعظم والأكبر..
وهذه أزمة التيار الإسلامي، وهو يرجع لتسلل عقيدة المظلومية ومصفوفة قيم وسلوك الضحية والتعامل المأزوم في السعي لمخارج دائما..
فكم عرض على النبي عليه الصلاة والسلام من فرص وتعفف عنها لأنها فخاخ تعطل الغاية الأولى والمقصد الأول من الرسالة؛ وهو تعبيد الناس لله سبحانه وتعالى؛ -كل الناس- وليس طائفة دون طائفة ولا جنس دون جنس ولا طبقة دون طبقة.