صفوت بركات يكتب: مصطلح ثورة بدلا من «الفتح»!
لم تعرف الأمّة الإسلاميّة في تراثها مصطلح ثورة، ولا في أدبيّاتها، ولا مسالكها حتى أدخلها «جمال الدّين الأفغانيّ»..
ولوّث به التراث، وتسرّب إلى كتب الاجتماع والسّياسة حتى توطَّن في الأمّة العربيّة والإسلاميّة،
وسلّمت له كسبيل للتّغيير، فضلّت الأمّة سبيل التّغيير المرضيّ منَ الله سبيل الفلاح ألا وهو «الفتح»،
والذي يستلزم له ما يَحول دون سلوك سبل الغوغاء التي يمكن من خلالها اختراق الصفوف وتسلُّل الأعداء والمنافقين،
ويمهِّد للخراب والدّمار واهراق الدِّماء المعصومة، ونهب الأموال المحرّزة، وإفشاء الأسرار التي يستأمن عليها أهلها من أصحاب الأمانات.
فقد كان المستقرّ في سوسيولوجيا العرب التّغيير بالفتح وضوابطه حتى أنّ يهود لم يستعملوا ولم يصطلحوا على غير الفتح، ليهدّدوا به العرب.
قال تعالى:
{وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ۚ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ}.
ونزل القرآن بقوله سبحانه وتعالى:
{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)}.
ذلك أنّ الفتح عبادة، وله شروطٌ وضوابطٌ وللوازمٌ، ويختَم بعبادة الاستغفار والتّوبة أي: الخروج من المظالم والتّبرُّؤ منها.