كل العوام وبعض المهتمين بالسياسة يتهمون النظام الإيراني بالاختراق وهذا صحيح ولكنهم يجهلون أن المغضوب عليهم كان لهم سفارة في عهد الشاه ووالده وتغلغلهم في المجتمع الإيراني والطبقة السياسة ومراكز صنع القرار في إيران أكبر من اليوم.
حتى أنهم كانوا شركاء في صناعة القرار من الرتبة الثانية.
كما كان تغلغلهم في تركيا قبل سقوط الخلافة بالضبط ولازال لهم ذيول بها إلى اليوم.
ولولا الانقلاب في عام 2016 والذي قضى فيه أردوغان على البنية التحتية لهم التي توارثت نفس العمالة والقيم والتصورات لقرن ونصف لكان حال تركيا اليوم أسوأ من إيران.
ومن المبكر أن يسد الخرق الداخلي إلا بعد هذه الحرب.
ولكن الخطيئة الإيرانية أنها فشلت في إشعال حرب خاطفة ومحدودة ومهيمن عليها ومضمون مآلاتها مبكرا لتظهر كل تلك الخلايا على السطح وتطهر إيران منهم قبل الدخول في حرب مصيرية كالتي تجرى اليوم.
وإذا قدر للنظام الإيراني النجاة والبقاء بعد تلك الحرب دون خضوع فسيكون تطهيرها تطهيرا تاما.
ولهذا المغضوب عليهم والغرب معها وأمريكا لا يهتم بأي شيء أعظم من خسارتهم ثروة بشرية متغلغلة كانت أعظم استثمار للغرب في كافة دول العالم.
وعليها يعقد رهاناته على المستقبل ويبنى خططه عليهم ولهذا ستكون الهزيمة للغرب والمغضوب عليهم أعظم هزيمة في هذا القرن إذا ظل النظام الإيراني قائم دون خضوع.