صفوت بركات يكتب: 30 عامًا مَضَت والعنوان مُعلَنٌ وبلسان مغول العصر!
الحرب الجارية منذ عامٍ حرب الجغرافيا، وخرائطُها معلنةٌ ومرفوعة بمجلس الأمن ومَقَرّات الجمعيّة العامّة للأُمم المُتَّحدة، ولا يُمكن إنكارُها من كلّ ذي عقلٍ لا منَ العوام أو العُلماء؛ هذه الخرائط تُمثّل الشَّرق الأوسط الكبير.
وحرب الجغرافيا لا تُميّز بين الناس، ولا مذاهبهم، ولا عقيدتهم، ولا أصولهم، ولا انتماءاتهم السّياسيّة. صحيح أنّ العناوين التي انطلقت بها الحرب كانت مُضلّلةً، إذ أُعلِنت ضدّ فصائل بعينها، وهكذا الحروب لا تُعرَف عنواينها الحقيقيّة إلّا بعد أن تطول وتتطوّر وتُفصِح عن نفسها حتى لا يَنغمِس وينخرط فيها كلّ مَن على تلك الجغرافيا من السُّكان.
وممّا ورثناه من سادتنا الحكمةَ القائلة «ثبّت العرش ثُمَّ اُنقُش»، (أي: حدّد المدخل الصَّحيح لغايات أي حدث أو موضوع، ليتسنَّى لك مقاربته بطريقة أقرب للصّواب).
وحرب الجغرافيا هذه لن تستثني أحدًا عليها مهما كانت عقيدته أو مذهبه أو حتى أيّ طَور من أطوار الإلحاد. ومَن لم يُؤمن بتلك الحقيقة غدًا يكون منّ السِّبيا والرّقيق؛ فالقوم لن يتركوا فيكم إلًّا ولا ذِمّة، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.