السبت مايو 18, 2024
مقالات

صلاح الإمام يكتب: السادات.. الفرعون!

 

أتعجب وبشدة من الذين يدافعون عن أنور السادات رغم انفضاح دوره المشبوه في إضاعة نصر أكتوبر..

يتكلمون بناء على قناعات غبية لا تستند لأي منطق!!

يدافعون عن أفعاله خاصة تلك التي حولت النصر الى (تعادل) وكأنهم خبراء عسكريون شاركوا في العمليات تخطيطا وتنفيذا في ميدان الحرب..

طيب اللي بيدافعوا بالباطل دول ما هو سندهم؟ مفيش!!

تعلمت تقصى الحقيقة مهما كان الجهد ومهما كان الثمن لأن الوصول الي الحقيقة له مذاق خاص..

أول من نبهني لدور السادات المشبوه في حرب أكتوبر كان السيد حسين الشافعي ـ في لقاءاتي الخاصة معه ـ عضو مجلس قيادة الثورة ونائب رئيس الجمهورية حتى عام 1975.. يعنى كان نائب رئيس الجمهورية أثناء الحرب وقال لي ما نشرته في حينها أن الثغرة تمت بأوامر مباشرة من السادات بدفعه الاحتياطي للتقدم وترك الأرض خالية للعدو لكي يتقدم ويلتف حول الجيش الثالث ويحاصره حصارا قاسيا..

وإذا قلتم إن الشافعي يكره السادات فهناك مذكرات الفريق سعد الشاذلي قائد الجيش المصري أثناء الحرب الذي كشف حقائق مذهلة عن تواطؤ السادات وأحمد اسماعيل في الحرب..

طيب الشاذلي وحش هو كمان وكلامه (مش قرآن) كلامه فارغ لأنه بقال مش رئيس هيئة أركان الجيش..

عندنا كمال حسن على قائد سلاح المدرعات في الحرب.. قال نفس الكلام في مذكراته.. عندنا عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث.. وعندنا سعد مأمون والجمسي واللواء عبد المنعم خليل واللواء أحمد المنصوري واللواء جمال حماد واللواء محمد عكاشة وكثيرون كثيرون ممن لم تسعفني بهم الذاكرة الآن من الذين شاركوا في الحرب.. كلهم أجمعوا على أن السادات أضاع نصر أكتوبر بقراره تطوير الهجوم وعبور كل دبابات الجيش يوم 14 أكتوبر للضفة الشرقية فيتم تدمير 250 دبابة خلال ساعات من أصل 400 دبابة هي كل ما كان متبقيا لدى الجيش المصري من دبابات وقتها ويستشهد آلاف في نفس اليوم.. ويعبر شارون بقواته غربا الى الدفرسوار ليحاصر الجيش الثالث ثم يتجه جنوبا يحتل السويس…!!

أصبح الوضع ان قواتنا في سيناء وقوات اسرائيل عندنا على بعد 80 كيلومتر من القاهرة…!!!

السادات نفسه في كتاب البحث عن الذات الذي قرأته أكثر من مرة قال انه طلب من محافظ القاهرة تجنيد عدد من المتطوعين وتدريبهم جيدا للدفاع عن العاصمة!!

كل خبراء العسكرية في مصر وخارج مصر أدانوا بشدة قرار السادات بتطوير الهجوم لأنه كان بمثابة دعوة للعدو لعبور القناة الى الاسماعيلية ثم السويس..

كان أحمد اسماعيل ولائه للسادات الذي أتى به من الاستيداع وهو مريض بمرض قاتل.. أما الشاذلي قائد الجيش كان ولاءه للوطن وللأرض وللشعب وكان على مستوى المسئولية..

قام السادات بمسرحية كبيرة في مجلس الشعب عندما كرم بعض قادة الجيش باستثناء الشاذلي وتم ذلك والجيش الثالث محاصر يصل الى أفراده الطعام عن طريق اسرائيل وكان عبارة عن واحد باكو بسكويت بالكمون كل يوم أو رغيف خبز حاف فقط!!!

وما لا يعرفه الكثيرون أن السادات لم يكن عسكريا بمعنى الكلمة.. فقد تخرج في الكلية الحربية ثم عمل في سلاح الإشارة يعنى يوصل مكالمات ويستقبل مكالمات بعيدا عن فنون الحرب.. وبعدها اندمج في العمل السياسي وأوقف عن عمله ودخل السجن على خلفية اغتيال أمين عثمان وبعدها تشرد ثم توسط له يوسف رشاد طبيب الملك فاروق لإعادته للخدمة..

كيف يتدخل في خطط الحرب التي وضعها عسكريون على أعلى مستوى من الكفاءة تدربوا وأخذوا دورات في أكبر الأكاديميات العسكرية (السوفيتية).!!!

الذي يدافع عنه ليته يعرض لنا أسانيده.. يذكر لنا شهادات من شاركوا في الحرب..

ما حالة التوهان التي تسيطر على الناس، حتى الآن، وبعدما تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود…؟!

فوقوا أو اصمتوا ربنا يرحمكم

السادات وهو يمسك بالعصا الفرعونية تشبها بالفراعنة وكأنه يقول (أنا الفرعون الإله)
Please follow and like us:
صلاح الإمام
كاتب صحفي مصري حر مستقل باحث ومحقق في التاريخ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب