الأثنين مايو 20, 2024
مقالات

صلاح الإمام يكتب: مع الحشاشين (3)

قلت في المقال السابق أن استخدام اللهجة المصرية المعاصرة في مسلسل الحشاشين أفقد العمل ٩٠% من قيمته كعمل (مستوحى من التاريخ) وكما سبق وقلت أنني لن أتعرض لما ورد به من أخطاء تاريخية فاحشة لأن المخرج استدرك ذلك بجملة (مستوحى من التاريخ).. لكن:

وردت ألفاظ ومصطلحات غريبة في المسلسل ومنها:

اتهام وزير مملكة سلجوق لعمر الخيام بـ(الهرطقة) وهي مصطلح بعيد عن الأدبيات الاسلامية فهي مصطلح كنسي وتهمة كانت تطلق لمن يأتي بسلوكيات تخالف ثوابت الكنيسة.. أما في نظم الحكم الاسلامي كانت هناك تهمة (الزندقة) ووجهت لكثيرين وقتل بسببها كثيرون..

طلب أحد أعوان حسن الصباح من أحد مساعديه أن يكتب (تقريرا) عن زملائه وكتابة التقارير هذه مصطلح خرج من أقبية الأجهزة الأمنية في زمننا هذا خلال القرن الأخير..

جاء على لسان حسن الصباح عبارة (أنا لا أقدر على محاربة دولة لكنى أقدر على «هدم دولة») وهي مقولة حديثة جدا نسبت لجماعات ظهرت خلال العقود الأخيرة ولم نقرأها في أي كتاب تاريخ..

أنا منتظر والحال هكذا أن أسمع على لسان أبطال المسلسل مصطلحات مثل: ناشط سياسي / خلية نائمة / مخطوف ذهنيا/ صاحب أجندة..  إلخ من المصطلحات الأمنية الحديثة..

شغف القائمين على صناعة العمل بإسقاطه على جماعة ما أفقدهم مصداقيتهم في تقديم عمل فني كان يمكن أن يكون ممتعا مثل أفلام دراكولا..

وأؤكد مرة أخرى أن أحداث المسلسل أغلبها محض خيال فمثلا لم تكن هناك علاقة وطيدة بين عمر الخيام والصباح بل كانت علاقة عابرة، ولم يرسل الصباح أحد رجاله لقتل الإمام الغزالي، وقد راجعت ما كتبه ماركو بولو عن حسن الصباح في رحلاته وهى موجودة بمكتبتي الخاصة في 3 أجزاء ولأنه ظهر بعد زمن حسن الصباح بحوالي قرن من الزمان فقد كتب عنه ما سمعه ولم ير شيئا، كذلك ابن الأثير كتب عنه في مؤلفه الضخم «الكامل في التاريخ» في أحداث أواخر القرن الخامس الهجري وبدايات القرن السادس وذكر وفاته في أحداث 518 هجرية في 3 سطور، وفى كل المصادر الثقة لن تجد ما تراه في المسلسل.. لكن الكل متفق أنه كان ضالا ومضلا ابتدع منهجا بعيدا عن أصول الدين..

وللحديث بقية…

Please follow and like us:
صلاح الإمام
كاتب صحفي مصري حر مستقل باحث ومحقق في التاريخ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب