مقالات

صلاح الإمام يكتب: مع الحشاشين (5)

مازلت أسجل بعض الأخطاء الفاحشة لمسلسل «الحشاشين» قبل أن تنتهي حلقاته وأكتب لكم التقرير النهائي عنه والذي سيكون به بعض مفاجآت..

وهذه هي الملاحظات:

– الكتب التي تظهر في المسلسل مبشورة وحوافها متساوية وتجليدها جميل ومعروف أن الكتب وقتها كانت تنقل بطريق النسخ أي يكتبها أشخاص عرفوا بـ«النساخون» لأنه لم تكن الطباعة قد ظهرت ولم تكن ماكينات البشر وقص حواف الكتب قد ظهرت وليت المخرج كان زار دار الوثائق ليرى كيف كانت الكتب قديما..

– النساء في المسلسل ظهرن بحواجب مرسومة بطريقة حديثة ابتدعت في العشرين سنة الأخيرة.. والمفروض أن نساء المسلسل فارسيات وكان من علامات الجمال الفارسي الحواجب الكثيفة التي تكاد تتصل ببعضها وظلت هذه من علامات الجمال في كل بلاد الشرق حتى أواخر القرن التاسع عشر حيث بدأت بلاد الشرق تتأثر بالأوربيين في كل شيء، ولو تذكرنا المطربة الشهيرة «ألمظ» سنرى كيف كانت حواجبها ثقيلة وكذا الراقصة بمبة كشر..

بمبة كشر وألمظ

– الصباح عندما انتقل للقلعة كان عمره يقترب من الستين ومع ذلك نرى أن أبنائه كانوا أطفالا ونراه يظهر بكامل شبابه ولياقته الصحية رغم أنه عرف بلقب «شيخ الجبل» في كل الكتب التي كتبت عنه والشيخ هو الرجل المسن!!

– في الحلقة ٢٦ ورد كلام عن تواصل بين الحشاشين والفرنجة وكلام عن دفع الجزية وهذا محض خيال لأنه لم يحدث أي تواصل من أي نوع بين الصباح والفرنجة لأن الصليبيين كانوا قد دخلوا القدس واحتلوها وأقاموا إماراتهم وقلاعهم وحصونهم في بلاد الشام بعيدا عن قلعة الصباح بحوالي ٢٠٠٠ كم..

– من أطرف المصطلحات التي سمعتها في الحلقة ٢٦ (شباب الدعوة) وكما ذكرت سابقا أنه قد يرد بالمسلسل مصطلحات أخرى مثل: خلية نائمة/ مخطوف ذهنيا/ قلة مندسة/ صاحب أجندة…… وغيره من المصطلحات الأمنية الحديثة جدا..

ومازال للحديث بقية..

صلاح الإمام

كاتب صحفي مصري حر مستقل باحث ومحقق في التاريخ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى