في قلب العاصمة الخرطوم المحترقة، حيث تدور رحى الحرب، يطل “تحالف صمود” برؤية سلام جديدة كأنها شمعة في عاصفة. لكن هل ستكون هذه الرؤية بارقة أمل أم مجرد حبر على ورق؟ بين تشكيك المراقبين وتأييد المتحمسين، تطفو أسئلة مصيرية: هل يمكن لهذه المبادرة كسر الجمود؟ أم أنها ستُدفن تحت ركام التنازلات والصراعات القديمة؟
“صمود” يخطو نحو الخصوم: استراتيجية جديدة أم انكسار مُعلن؟
للمرة الأولى، يسلم التحالف رؤيته لكتل موالية للجيش، مثل “قوى الحرية والتغيير– الكتلة الديمقراطية” و”حزب البعث”، داعيًا إياهم للحوار. هل يعكس هذا تحولًا في الموقف بعد سنوات من القطيعة؟ أم أنها خطوة تكتيكية لامتصاص الضغوط؟
خارطة طريق أم خريطة للمتاهة؟ 10 سنوات انتقالية تثير الجدل
تطرح الرؤية مرحلتين انتقاليتين مدتهما عشر سنوات، نصفها تأسيسي ونصفها بحكومة منتخبة. لكن النقاد يرونها إطالة أمد “الانتقالية الدائمة”، بينما يدافع مؤيدوها عن ضرورة البناء التدريجي لدولة مدنية مستقرة.
الجيش بين الشرعية والاتهامات: هل يعترف “صمود” بدوره؟
في تناقض لافت، تتهم الرؤية الإسلاميين بالتأثير على القرار العسكري، لكنها ترفض منازعة الجيش في شرعيته. هل يعكس هذا رغبة في كسب تأييد المؤسسة العسكرية؟ أم أنها محاولة لتحييدها في المعادلة السياسية؟
وقف إطلاق النار أولًا.. لكن ماذا بعد؟
تؤكد الرؤية على وقف دائم لإطلاق النار كخطوة أولى، تليها مفاوضات سلام شاملة. لكن منتقديها يشككون في جدواها دون آليات تنفيذ واضحة، خاصة مع استمرار اشتباكات الدعم السريع والجيش.
حظر المؤتمر الوطني: إقصاء أم عدالة؟
تشدد الرؤية على منع نشاط حزب البشير ومصادرة ممتلكاته. بينما يرى البعض أن هذا الإجراء ضروري لقطع صلته بالدولة، يحذر آخرون من تحوله إلى “فيتو” يعيق المصالحة الوطنية.
“صمود” تحت النار: اتهامات بالانحياز و”المراهنة على التمرد”
تنسيقية القوى الموالية للجيش تتهم التحالف بـ”المراهنة على قوات الدعم السريع”، وتصف رؤيته بـ”الشعارات الفضفاضة”. هل هذه انتقادات موضوعية؟ أم مجرد صراع على النفوذ بين أقطاب الأزمة؟
المحللون يشككون: “مقال طويل مليء بالتناقضات”
يرى عثمان ميرغني أن الرؤية تخلط بين التحليل والخيارات السياسية، وتتجاهل تاريخ السودان الطويل مع الفترات الانتقالية الفاشلة. فهل تحتاج إلى مراجعة جوهرية؟ أم أن النقاد يتجاهلون جرأة الطرح؟
الدقير يدافع: “ليست نصوصًا مقدسة.. بل دعوة للحوار”
عمر الدقير، أحد قادة “صمود”، يؤكد أن الرؤية ليست نهائية، بل منصة للنقاش الوطني. لكن هل يمكن تحويل الحوار إلى سلام حقيقي في ظل انقسامات عميقة.
رغم الجدل، تبقى رؤية “صمود” محاولة جديرة لكسر الجمود، لكن نجاحها مرهون بتوافق الأطراف على تنازلات مؤلمة، وربما بتغيير قواعد اللعبة نفسها، فهل يتحول السودان من ساحة حرب إلى ورشة بناء؟ الإجابة تكمن في إرادة الخصوم.. أو غيابها!