انفرادات وترجماتسلايدر

صنداي تايمز: لهذه الأسباب لا تفضل واشنطن دورا لعباس في غزة بعد الحرب

عددت صحيفة “الصنداي تايمز البريطانية أسباب عديدة لعدم اعتمادواشنطن دور لسلطة عباس في رام في تحديد مستقبل قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب مؤكدةأن مسئولي البيت الأبيض يخشون  من أن محمود عباس غير قادر على قيادة غزة بعد الحرب، حتى مع استمرار جو بايدن في دعم السلطة الفلسطينية “المعاد تفعيلها” للسيطرة على القطاع بعد الحرب.

وأشارت الصحيفة في تقرير لها ترجمته “جريدة الأمة الإليكترونية : أن هذه المناقشات هيمنت على مدار الساعة في البيت الأبيض، حيث أمضى كبار المسؤولين أسابيع في صياغة مقترحات بشكل محموم لكيفية إدارة غزة، وفقا لما ذكرته  مصادر مطلعة على المحادثات لصحيفة صنداي تلغراف.

تابع تقرير الصحيفة البريطانية قائلا :لم يرتبط دفع أمريكا الخاص لإسرائيل لإنهاء هجومها في وقت مبكر من العام الجديد برغبة جو بايدن في إنهاء الحرب فحسب، بل أيضا بأفكاره لما سيأتي بعد ذلك كما كشف عن صدع بين واشنطن وإسرائيل، حيث يتعارض الحليفان حول الطريقة التي يعتقدان بها أنه ينبغي إدارة القطاع بعد توقف الأعمال العدائية مع حماس..

دمار في قطاع غزة

ويعكف  كبار المسئولين الأمريكيين  على وضع خطط قد تكون مستساغة لجميع الأطراف المعنية معتبرين أنه لكي ينجح أي شخص، يؤكدون، يجب أن يكون مدعوما من الفلسطينيين وإسرائيل وجيرانهم العرب – وهو مستوى عال من الوفاق بالنظر إلى الفساد المستشري في السلطة الفلسطينية والشعبية المتزايدة لحماس في الضفة الغربية..

وتتصاعد  المخاوف بشأن السيد عباس، 88 عاما، رئيس السلطة الفلسطينية، الذي أمضى الآن 18 عاما فاقت فترة ولاية منتخبة مدتها أربع سنوات حيث لا يقول المئولون في إدارة  صراحة إن السيد عباس لا يمكنه البقاء في منصبه، لكن مصادر الأمن القومي أشارت إلى أن الولايات المتحدة تواجه وراء الكواليس “الواقع الذي يفرضه تقدم عباس في العمر”

وفي هذا السياق قال أحد المسئولين السابقين إنه من المرجح أن “تبني الإدارة علاقتنا وتفاعلاتنا” مع البدائل المحتملة إذ أوضح  الدكتور مايكل روبن، وهو مسؤول سابق في البنتاجون وزميل في معهد المشاريع الأمريكية: “إذا كان هدفك هو الاستقرار والأمن، فمن السيئ دائما المراهنة على مدخن شره يبلغ من العمر 88 عاما.

صمود المقاومة في غزة

واكد الصحيفة في هذا السياق أن أحد الأسماء البديلة المتداولة هو محمد دحلان، الزعيم السابق لفتح في غزة، الذي كان يعيش في المنفى في الإمارات العربية المتحدة على مدى العقد الماضي إذ يتمتع بالقوة  ومتصل بشكل جيد ومؤثر بشكل خاص في دولة الإمارات العربية المتحدة – وهو وسيط إقليمي رئيسي – حيث يعمل كمستشار وثيق لحاكم أبو ظبي القوي، الشيخ محمد بن زايد.

وزعم التقرير أن دحلان  لعب دورا رئيسيا وراء الكواليس في اتفاقات إبراهيم، معاهدة التطبيع لعام 2020 بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين هذا يجعله أكثر قبولا لإسرائيل، وكذلك دوره في اتفاق أوسلو للسلام.

وتستدرك الصحيفة البريطانية قائلة :لكن مدى شعبيته بين سكان غزة أقل وضوحا إذ تم اتهامه بترأس عمليات تعذيب أسرى حماس في التسعينيات لكنه ينفي ذلك كما نفي  في مقابلة نادرة مع مجلة الإيكونوميست في أواخر أكتوبر، الشائعات بأنه يسعى ليكون زعيما قادما.

دحلان وعباس

كما طرح اسم  سلام فياض، رئيس وزراء السلطة الفلسطينية السابق، الذي يفضله بعض المسئولين المصريين والأمريكيين لقيادة حكومة جديدة في غزة غير أن أحد كبار مسئولي الأمن القومي السابقين  رفض الاعتماد على البدائل المحتملة للسيد عباس، مستشهدا بالحساسيات المعنية إذ أكدوا أنهم لا يريدون أن يشيروا إلى أن “الولايات المتحدة ستختار هذا الزعيم.”..

وقالت الصحيفة  “ما يحدث على الأرجح وراء الكواليس، هو أن لديك مسؤولين أمريكيين يطرحون أسئلة صعبة للغاية” لما سيأتي بعد ذلك ولكن يبدو أن المناقشات الأمريكية حول مستقبل غزة تقبل أن تعمل قوة إقليمية واحدة أو عدة قوى كضامن للسلطة الفلسطينية.

في حين قال مصدران أمنيان إن الأردن ومصر والإمارات العربية المتحدة سيكونون حاسمين، في حين أن “محادثات مهمة” كانت تحدث أيضا مع المملكة العربية السعودية وقطرإذ  أنه يمكن دعوة واحدة أو أكثر من البلدان إلى العمل “كوكيل لضمان السلام وتولي مسؤولية” إعادة بناء غزة..

بالإضافة إلى حوكمة غزة، فإن تخطيط إدارة بايدن بعد الحرب له مكونان آخران: إعادة الإعمار والأمن حيث يأمل البيت الأبيض في الحصول على دعم من المجتمع الدولي، وخاصة الجيران العرب الأثرياء، لدفع تكاليف إعادة بناء المدارس والمستشفيات والبنية التحتية الحيوية الأخرى.

وفي ظل هذه الأوضاع الغائمة لا يزال الأمن أحد أكثر القضايا المستعصيةحيث تتردد معظم الدول العربية في توفير قواتها الخاصة، واستبعد السيد بايدن نشر جنود أمريكيين على الأرض ومع ذلك، اقترح الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، دولة فلسطينية منزوعة السلاح، يضمنها وجود دولي، “سواء كانت قوات الناتو أو قوات الأمم المتحدة أو القوات العربية أو الأمريكية.

السيسي وبايدن

بيد  إن اقتراح السيسي قد نظر فيه من قبل البيت الأبيض، حيث أشار أحد كبار المسؤولين إلى أن وضع حماس سيكون عاملا رئيسيا في القرار النهائي وكذلك من غير المرجح أن تدعم إسرائيل احتمال وجود الأمم المتحدة لحفظ السلام، التي شعرت منذ فترة طويلة أن الهيئة الدولية متحيزة ضدها.

يأتي هذا في الوقت الذي ابتعد السياسيون الإسرائيليون، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عن مناقشة خيارات اليوم التالي في غزة، مصرين على أن البلاد بأكملها تركز على المجهود الحربي لكن المناقشات حول المستقبل دخلت الخطاب العام، حيث نشرت العديد من الصحف المؤثرة مقالات حول الحاجة إلى التطلع إلى المستقبل..

من ناحية قالت يديعوت أحرونوت، واحدة من أكبر الصحف الإسرائيلية، إنها تفضل خطة أمريكية “لتسليم المفاتيح” إلى مصر وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع السلطة الفلسطينية “المنشطة”

بشكل منفصل، نقل الموقع الإخباري الإسرائيلي والا عن اثنين من مسؤولي الإدارة الأمريكية قائلين إن إسرائيل أظهرت استعدادا أكبر مما كانت عليه في الماضي لمناقشة خطط مستقبل غزة.

ومع ذلك، أعرب كبار المسئولين الإسرائيليين علنا عن شكوكهم في تورط السلطة الفلسطينية، في حين شككت واشنطن في اقتراح إسرائيل “منطقة عازلة” داخل حدود غزة.

وضعها أنتوني بلينكن، أكبر دبلوماسي أمريكي، بطريقة أخرى. وقال خلال زيارة قام بها مؤخرا إلى تل أبيب: “ليس لدينا أوهام، بأن الأمر سيكون سهلا لكنه قال: “البديل – المزيد من الهجمات الإرهابية، والمزيد من العنف، والمزيد من المعاناة – وهذا غير مقبول

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى