تتواصل في دولة الكويت فعاليات النسخة السابعة عشرة من مهرجان “صيفي ثقافي”، الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وسط حضور جماهيري لافت واهتمام واسع من مختلف الفئات العمرية، وذلك حتى الـ29 من أغسطس المقبل.
ويعد المهرجان هذا العام أحد أبرز التظاهرات الثقافية في المنطقة، خاصة مع تزامنه مع احتفاء الكويت باختيارها عاصمة للثقافة والإعلام العربي 2025، ما يضفي على أنشطته بعدًا رمزيًا وثقافيًا مضاعفًا.
أكثر من 60 فعالية فكرية وفنية
ويتضمن البرنامج أكثر من 60 فعالية ثقافية وفنية تغطي طيفاً واسعاً من الأنشطة، من بينها جلسات حوارية، عروض مسرحية وموسيقية، ورش عمل متخصصة، وفعاليات للطفل والأسرة، إضافة إلى أنشطة تتعلق بالفنون التشكيلية والآداب والسينما، ما يجعل المهرجان بمثابة فسحة صيفية شاملة تحتفي بالإبداع وتعزز التفاعل المجتمعي مع الثقافة.
وكان المهرجان قد انطلق بحفل غنائي كبير أُقيم في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، بمشاركة عدد من الفنانين الكويتيين والعرب، وسط أجواء احتفالية أعادت إلى الذاكرة محطات مضيئة من التراث الموسيقي الخليجي.
دعم ثقافي وشراكة استراتيجية
وفي كلمته خلال حفل الافتتاح، أكد الدكتور محمد الجسار، الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، أن مهرجان “صيفي ثقافي” بات يمثل “محطة لامعة في خارطة الثقافة الكويتية”، وأنه يُجسد التزام المجلس بدعم كل ما ينهض بالعقل ويُثري الروح ويعزز الحضور الثقافي في تفاصيل الحياة اليومية.
وأشار الجسار إلى أهمية الشراكة بين المجلس الوطني والقطاع الخاص، والتي “ساهمت في توسيع نطاق الحضور الثقافي، ونقل الأنشطة إلى فضاءات أكثر قربًا من الجمهور”، واصفًا هذه الشراكة بـ”النهج الاستراتيجي لبناء مجتمع ثقافي حيوي ومتجدد”.
تجسيد للهوية العربية والتراث الكويتي
ويُركز مهرجان هذا العام على الهوية الثقافية العربية من خلال برامج فنية وتراثية تعيد إحياء الموروث الكويتي والخليجي، كما تسلط الضوء على الإبداع العربي المعاصر، في تمازج بين الأصالة والحداثة.
وأوضح الجسار أن الفعاليات تشمل ورشًا متخصصة في الكتابة الأدبية والرسم والتصوير والموسيقى، بالإضافة إلى عروض مسرحية للناشئة والكبار، وبرامج تثقيفية للأطفال، ما يمنح المهرجان طابعًا شاملاً يعزز دور الثقافة في بناء مجتمع منفتح ومتجذر في هويته.
استثمار كامل للبنية الثقافية
وأشار المجلس الوطني إلى أن جميع المواقع الثقافية في الكويت، بما في ذلك المتاحف والمراكز والمكتبات، ستُسخّر بالكامل لخدمة فعاليات المهرجان، مما يمنح الزوار تجربة ثقافية متكاملة على مدار سبعة أسابيع من الإبداع والتفاعل والتنوع.
ويأتي مهرجان “صيفي ثقافي” تأكيدًا على مكانة الكويت كمركز إشعاع ثقافي في الخليج والمنطقة العربية، وعلى استمرار التزام مؤسساتها الثقافية بترسيخ دور الفنون والمعرفة في الحياة العامة، وبناء جيل جديد من المبدعين والمثقفين.