“صَلُّوا عليهِ وسَلِّموا تسليما”.. شعر: د. محمد أحمد البكري
دَع عنكَ حَبْكَ النَّظْمِ والتقديما
فاقَ الغرامُ السَّبْرَ والتقسيما
فانصُبْ شِراعَكَ لا تَخَفْ في لُجِّهِ
واتبَع صَدًى بين الضُّلوعِ قديما
واخلَع هَواكَ.. وخَلِّ ذِكْرَ بُثَيْنَةٍ
واشدُد عِذارَكَ في الحياءِ مُقيما
يا سادرًا في العِشْقِ، كُنْ مُتبصِّرًا
وصُنِ الفؤادَ لحُبِّهِ تعظيما
ما أمرُ ليلى العامريَّةِ في الذي
بلَغَ الكمالَ وأحكَمَ التَّتميما!
وأقام شرعًا بالمحبَّةِ يَبتدي
وخِتامُهُ مِسْكٌ عَلا تسنيما
وبه استحالَ الكونُ رَوْضَ عدالةٍ
والحرفُ -مِن بعد العَياءِ- كليما
هو غايةُ الصَّبِّ المَشُوقِ.. فهِمْ بِهِ
لولاهُ ما فَتِئَ الغرامُ يتيما
هو مُنتهَى سِرِّ المُحِبِّ.. فبُح بِهِ
لولاهُ ما عرَفَ الوجودُ نعيما
ردِّدهُ في وَلَهٍ إليه مُنغِّمًا
أطرِبْ به أسماعَنا ترنيما
يا أيُّها العُشَّاقُ، سيروا خَلْفَهُ
وتمثَّلوهُ مُجدِّدًا ورحيما
وتسابقوا لَهَجًا بذِكْرِ مُحمَّدٍ
صَلُّوا عليه وسَلِّموا تسليما
.