البحر، ذلك الشاهد الصامت على حروب البشر، يستعد لاستقبال موجات جديدة من الاضطرابات، بين صفير الصواريخ ودوي الانفجارات، تتهاوى ليس فقط المنشآت النووية، بل أيضًا ثقة الأسواق في سلامة الممرات المائية، هل دقت ساعة الخطر؟ هل ستتحول طرق الشحن إلى ساحات صراع؟ التقرير التالي يكشف النقاب عن تداعيات قد تهز الاقتصاد العالمي من أعماق البحار.
تأثير مباشر على خطوط الشحن
الهجوم الأمريكى على المنشآت النووية الإيرانية سيؤدي إلى إغلاق مؤقت لمضيق هرمز ، اذا فعلت ايران موافقة مجلس النواب الايرانى على ذلك، وشركات مثل “ميرسك” و”إم إس سي” قد تضطر لإعادة توجيه سفنها حول رأس الرجاء الصالح، مما يزيد التكاليف ويطيل زمن الشحن بأسبوعين على الأقل.
ارتفاع جنوني في أقساط التأمين
شركات التأمين البحري مثل “لويدز أوف لندن” تتوقع زيادة بنسبة 300% في أقساط السفن المارة بالمنطقة، الخبراء يحذرون من أن أي سفينة تتعرض لهجوم قد ترفع التعويضات إلى مليارات الدولارات، مما يهدد استقرار سوق التأمين العالمي.
تهديدات القرصنة والعمليات العسكرية
مع تصاعد التوتر، قد تشهد المنطقة موجة جديدة من القرصنة، كما حدث في 2019. الخبير اللوجستي “جيمس فورلي” يحذر من أن أي اشتباك بحري قد يعيد سيناريو حرب الناقلات في الثمانينيات، مما يعطل 30% من تجارة النفط العالمية.
ردود فعل الشركات الكبرى
شركات الشحن العملاقة بدأت بالفعل في تفعيل خطط الطوارئ. “هيئة موانئ دبي العالمية” أعلنت عن تعليق مؤقت للشحنات المتجهة إلى إيران، بينما تستعد “بريتش بتروليوم” لزيادة اعتمادها على النفط الأمريكي لتجنب المخاطر.
توقعات المحللين: سيناريوهات مرعبة
محلل الشحن “آدم سميث” يتوقع أن أي إغلاق لمضيق هرمز لأكثر من أسبوع قد يرفع أسعار النفط إلى 150 دولارًا للبرميل، بينما تحذر “وكالة الطاقة الدولية” من انهيار سلاسل التوريد شبيه بأزمة “كوفيد-19″، لكن بوتيرة أسرع وأعنف.
هل ستتدخل الصين؟
الصين، أكبر مستورد للنفط عبر هرمز، قد تضطر لاستخدام نفوذها العسكري لحماية سفنها، ومحللون يرون أن أي تحرك صيني قد يفجر حربًا تجارية مع الولايات المتحدة، مما يعمق الأزمة اللوجستية العالمية.
البحر لم يعد آمناً، والسفن قد تصبح رهائن في لعبة جيوسياسية خطيرة، بين صخب السياسة وصمت الأمواج، يبقى السؤال: هل العالم مستعد لدفع فاتورة حرب لم يشعلها؟