صوت مجلس النواب الأمريكي بأغلبية ساحقة (344 مقابل 79) ضد مقترح لعزل الرئيس دونالد ترامب بتهمة إساءة استخدام السلطة، على خلفية قراره بشن ضربات عسكرية على منشآت نووية إيرانية دون تفويض مسبق من الكونغرس. أثار هذا القرار جدلًا دستوريًا وسياسيًا حادًا، مع انتقادات من نواب ديمقراطيين وبعض الجمهوريين، بينما دافع آخرون عن صلاحيات الرئيس كقائد أعلى للقوات المسلحة.
وصف الرئيس ترامب العملية بأنها “نجاح عسكري مذهل” عبر منصة “تروث سوشيال”، مشيرًا إلى أنها جاءت بالتنسيق مع إسرائيل. ومع ذلك، أثارت الضربات جدلًا داخليًا حول دستورية القرار، حيث ينص الدستور الأمريكي على أن الكونغرس هو الجهة الوحيدة المخولة بإعلان الحرب.
محاولة العزل
قدم النائب الديمقراطي آل غرين من تكساس مقترحًا لعزل ترامب، متهمًا إياه بإساءة استخدام السلطة لتجاوزه الكونغرس. وصرح غرين: “لا يمكن لشخص واحد أن يقرر مصير 300 مليون أمريكي دون تفويض”، مؤكدًا أن العملية العسكرية تمثل انتهاكًا للدستور. لكن المقترح لم يحظَ بإجماع داخل الحزب الديمقراطي، مما أدى إلى انضمام عدد من الديمقراطيين إلى الأغلبية الجمهورية في التصويت ضد العزل. وبحسب تقارير من الجزيرة، انتهى التصويت بأغلبية 344 نائبًا ضد المقترح مقابل 79 مؤيدًا، بعد نقاش محدود.
ردود الفعل داخل الكونغرس
أثارت الضربات انتقادات حادة من نواب ديمقراطيين، مثل السيناتور بيرني ساندرز، الذي أكد أن إعلان الحرب من صلاحيات الكونغرس حصرًا. كما دعت النائبة ياسمين أنصاري إلى جلسة طارئة للتصويت على “قانون صلاحيات الحرب”، بينما اعتبرت النائبة ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز أن القرار قد يبرر إجراءات عزل. حتى بعض الجمهوريين، مثل توماس ماسي وورين ديفيدسون، عارضوا الضربات، واصفين إياها بـ”غير الدستورية”. في المقابل، دافع رئيس مجلس النواب مايك جونسون عن العملية، معتبرًا أنها تعكس سياسة “أمريكا أولًا”، وفقًا لشبكة “سي أن أن”.
التداعيات الدولية
أثارت الضربات ردود فعل متباينة عالميًا. أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالعملية، بينما حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من “اغتيال سياسي” باستهداف قادة وعلماء إيرانيين. من جانبها، ردت إيران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة على إسرائيل، مما زاد من التوتر الإقليمي. وأكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان التزام بلاده بوقف إطلاق النار ما لم تُخرق من إسرائيل، مع استعدادها للحوار.