ضياء قدور يكتب: النظام الإيراني في أضعف حالاته… لماذا؟!
مساحة وافرة المعلومات القيمة عقدت على التويتر بحضور ومشاركة العديد من الشخصيات العربية والإيرانية المعارضة ومجموعو متنوعة من الإعلاميين والباحثين لمناقشة الوضع الراهن داخل إيران لي ظل الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ سبتمبر 2023 والتحركات المكثفة التي قادها نظام الملالي لمنع منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية من عقد مؤتمرها السنوي في 30 يونيو 2023، والهجوم الأخير على مقرها في أشرف 3 وسياسة الاسترضاء الغربية التي كان لها نتائج كارثية، ليس فقط على الشعب الإيراني وشعوب دول المنطقة، بل على المواطنين الغربيين أنفسهم.
من ناحية شكلية، يظهر للمتابع أن نظام الملالي يتمتع بهيمنة ومكانة دولية نكنه من فرض رغباته على مختلف دول المنطقة والعالم نظراً للتطورات الأخيرة التي شهدت توقيع اتفاقيات خفض تصعيد إقليمية وإطلاق سراح الإرهابي المدان أسد الله أسدي من بلجيكا وإطلاق سراح عدد من المواطنين الغربيين المحتجزين في إيران. لكن المشاركين كان لهم رأي مختلف حيال ذلك.
في هذا الصدد، يرى الصحفي السوري البارز، أحمد كامل، أن التطورات الأخيرة على الصعيد الإقليمي والدولي ليست علامة على قوة النظام، بل على العكس هو مؤشر على نظام يتخبط في أيامه الأخيرة ونظام عالق في عنق الزجاجة.
وأشار أحمد كامل إلى أن الاتفاق السعودي الإيراني يفتقد للركائز التي تجعله قابلاً للحياة، مشيراً إلى حالات الفشل المتكررة التي شهدت عودة التوتر للعلاقات بين البلدين بعد فترة وجيزة من التهدئة وخفض التصعيد، بما في ذلك خلال فترة حكم الملك عبد الله ورئاسة أحمدي نجاد.
ويؤكد كامل أن العلاقات السعودية الإيرانية تمر في مرحلة التجربة، مستبعداً أن تصل هذه الاتفاقات لأي نتيجة، لأن هذا النظام هو نظام عدواني يستهدف المملكة العربية السعودية بالدرجة الأولى، بحسب وصفه.
وأشار كامل إلى الخلافات والفتن التي صنعها نظام الملالي في المنطقة، خاصة مع السعودية، عميقة ويستحيل ردمها.
وأوضح كامل أن سياسة الابتزاز واحتجاز الرهائن التي يتبعها نظام الملالي مع الدول الغربية، بما في ذلك بلجيكا وفرنسا، لن يكون له له سوى فوائد محدودة ومؤقتة جداً.
وحول الهجوم على معسكر أشرف ٣ في ألبانيا، يقول السيد كامل أن نظام الملالي استغل علاقاته
في ألبانيا للادعاء الزائف حول أن هذا المقر تنطلق منه هجمات إلكترونية ضد نظام الملالي.
ولا يرى كامل من وجهة نظر كلية أن هناك تغير كبير قد حدث في وجهة نظر الحكومة الألبانية تجاه المقاومة الإيرانية، وأن جل ما جرى كان عبارة عن ثغرة قانونية استغلها الملالي لصالحهم.
ويؤكد السيد كامل أن القضاء الألباني سينصف المقاومة الإيرانية في نهاية المطاف ويدحض الادعاءات الزائفة لنظام الملالي.
وأشار كامل إلى أن الحكومة الفرنسية منعت عقد المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية تحت ادعاءات وجود هجوم إرهابي، لكن حكم المحكمة الفرنسية جاء بصيغته الملفتة ليؤكد حق التظاهر والتعبير من الرأي لأي شخص في الدولة الفرنسية.
وأضاف: لجأت المقاومة الإيرانية للقضاء الفرنسي وقدمت حجج منطقية، وفي نهاية المطاف انتصرت العدالة الفرنسية المستقلة المشبعة بالروح الديمقراطية لهم، وأكدت على أن حق التظاهر هو حق دستوري وأن التهديد الإرهابي لا يبرر منع التظاهر.
وبين كامل أن الانتفاضة الشعبية في إيران ما تزال مستمرة منذ عدة أشهر مع مختلف أطياف الشعب الإيراني وتبتكر طرق وأساليب مختلفة لمواجهة قمع النظام الحاكم.
وحول الجهود الحثيثة التي قادها الملالي لمنع عقد المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية في باريس يشير السيد كامل إلى أن هذا نظام استبدادي يخشى من الكلمة ولا يقبل التعدد في ظل انتفاضة شعبية مستمرة منذ شهور.
وأكد كامل أن عقد المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية في موعده بباريس كان ضربة قوية للنظام الحاكم في طهران.
وأضاف: شارك في المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية في باريس مئات الشخصيات السياسية والإعلامية البارزة من أكثر من 60 دولة حول العالم، وهو ما أكسب هذا المؤتمر مكانة دولية رفيعة.
وكان محمد الموسوى، كاتب وصحفي عراقي من بين المتحدثين حيث أشار إلى أن عامل توقيت عقد المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية في باريس يختلف عن السنوات السابقة، حيث يتزامن مع انتفاضة وطنية عارمة على مستوى البلاد.
وأكد الموسوي أن نظام الملالي يخشى من عملية التواصل المستمرة بين مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية من جهة، والشعب الإيراني المنتفض من جهة أخرى.
وأوضح موسوى أن قوة المقاومة الإيرانية تنبع من أنصارها النوعيين، بينما نظام الملالي ليس سوى مجموعة من القشور والأكاذيب والأوهام المبنية على الباطل.
وشدد نظير الكندوري، وهو كاتب وباحث عراقي، على أن نظام الملالي يفتقد لأي شرعية وهو يخشى من أي حركة احتجاجية أو كلمة معارضة يمكن أن تؤثر على الرأي العام الإيراني، ويوأججه ويجعله يواصل انتفاضته.
ويعتقد نظير الكندوري أن المقاومة الإيرانية استطاعت حشد التأييد والدعم الدولي للانتفاضة الإيرانية، وأن يكون جهة موثوقة تنقل بأمانة صوت ومطالب المجتمع الإيراني للعالم.
وأشار نظير إلى أن مثل هذا النظام الدموي الحاكم في إيران لا يمكن له أن يسلم السلطة بمظاهرة سلمية، لذلك يجب اتباع طرق ليست سلمية بالضرورة للخلاص من هذا النظام، بحسب
وصفه.
وطالب نظير جميع المعارضين الوطنيين الإيرانيين أن يجهزوا الشعب الإيراني المنتفض لكل أنواع النضال في مواجهة نظام قمعي ودموي قاتل مثل نظام الملالي.
لسماع مساحة التويتر اضغط هنا:
ضياء قدور
كاتب وصحفي سوري