الأثنين مايو 20, 2024
أقلام حرة

ضياء قدور يكتب: لماذا يعارض النظام الإيراني السلام في الشرق الأوسط؟

مشاركة:

رغم مرور ما يقرب من خمسين يوماً منذ اندلاع أزمة الشرق الأوسط والحرب المأساوية في غزة، فقد نشأ إجماع عالمي حول «حل الدولتين» باعتباره السبيل إلى تحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط. ويؤكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على هذا الحل استنادا إلى الاتفاقيات الدولية السابقة.

لكن الاستثناء الوحيد لهذا الإجماع الدولي هو النظام الإيراني.

وتسلط هذه المعارضة الضوء على عداوة النظام الإيراني للحكومة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة محمود عباس.

وهو بمثابة دليل على عداء النظام الإيراني للسلام في الشرق الأوسط. المعنى المباشر لهذا العداء هو أن النظام الإيراني لا يرى مستقبلًا لنفسه إلا في أوقات الأزمات والحرب بسبب طبيعته الرجعية بطبيعتها.

ومن الرموز البارزة للتوافق القوي على حل الدولتين حضور محمود عباس وخطابه في قمة زعماء الدول العربية والإسلامية في الرياض للتفاوض حول الوضع في غزة.

لكن رئيس النظام الإيراني إبراهيم رئيسي، طرح خلال القمة نفسها حل «الدولة الواحدة»، وأعرب لدى عودته من مؤتمر الرياض عن معارضته لـ«حل الدولتين» بينما وصف «حل الدولة الواحدة» بأنه حل. «حل ديمقراطي كامل يقوم على مشاركة جميع الفلسطينيين، بما في ذلك المسلمين والمسيحيين واليهود، في تحديد مصيرهم».

ويعارض النظام الإيراني حل الدولتين ويدعو بدلا من ذلك إلى خيار “الدولة الواحدة”. ومن الناحية العملية، ومن خلال بث دعايتها المناهضة لإسرائيل داخل المشهد السياسي، فإنها ترفض الحكومة الفلسطينية ومطالبها.

ولم يلتزم المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي قط بتصويت الرأي العام للخيار الرئاسي في الانتخابات. حتى أنه استبعد المسؤولين المعينين لديه لتسهيل ترشيح رئيسي.

والآن، أصبح صريحاً بشأن السلام في الشرق الأوسط والحكومة الفلسطينية بطريقة تتحدى الإجماع العام. وفي هذا العمل الخادع لتحديد مصير الفلسطينيين، فإن الشيء الوحيد الذي يقلق منه هو بقاء نظامه.

رداً على سؤال أحد المراسلين الإعلاميين العرب حول حل الدولتين وهل هو ممكن في ظل الظروف الراهنة، رفض ناصر كنعاني المتحدث باسم وزارة خارجية النظام الإيراني حل الدولتين، وقال إن إيران تؤمن به الحل الوحيد للقضية الفلسطينية هو تشكيل حكومة فلسطينية موحدة. (المصدر: وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، 13 نوفمبر)

لكن الواقع أن صراع نظام خامنئي على توافق الدولتين أصبح الآن مرآة ورمزا للعزلة وعار الفاشية الدينية، أي الترويج للعداء والحرب بدلا من السلام وتطلعات فلسطين.

لكن الأهم من ذلك أن هذه الحلقة تكشف معارضة النظام لأي نوع من السلام الدائم لأن بقاءه يعتمد بشكل كامل على استمرار الحرب والصراع.

إن استمرار الأعمال العدائية يوفر للنظام، وبالتحديد الحرس الثوري، ذريعة لتوجيه ثروة إيران إلى وكلائها الإرهابيين ومواصلة إرسال الأسلحة عبر المنطقة. كما أنها تستخدم هذا الصراع كذريعة لزيادة إجراءاتها القمعية في الداخل، وهو ما يتجلى في تزايد موجة الإعدامات والاعتقالات التي تحدث في إيران منذ 7 أكتوبر.

ومع وجود سلام دائم، لن يكون هناك أي سبب يدعو النظام إلى الاستمرار في الترويج للحرب. في الواقع، بدون حرب نشطة، سيفقد حرس الملالي سبب وجوده. ولهذا السبب لا يمكن للنظام الإيراني أن يكون أبدًا جزءًا من اتفاق سلام أو حل يؤدي إلى الأمن والاستقرار في المنطقة.

ضياء قدور كاتب وباحث بالشأن الإيراني

Please follow and like us:
ضياء قدور
كاتب وباحث سوري، مختص في الشؤون الإيرانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب