أقلام حرة

ضياء قدور يكتب: هل ستتخلص سوريا من مرتزقة النظام الإيراني؟

منذ عام 2011، عندما بدأ الربيع العربي، لا يزال الشعب السوري ينزف ويتحمل آلام ومعاناة النزوح والتشرد.

وتتواصل الحرب والقصف والسجن والتعذيب ويبدو أنه لا يوجد ضوء في نهاية هذا النفق المظلم، بسبب إجرام النظام الأسدي وتعنته.

لقد وجه النظام الإيراني بقوة ميليشياته وغيّر التركيبة السكانية في سوريا في اتجاه مصالحه، ووصل إلى نقطة استولى فيها حتى على الأراضي السورية مقابل النفط والدعم الذي يقدمه لنظام الأسد للبقاء على رأس السلطة على حساب دماء وأشلاء ملايين السوريين.

في خضم ذلك، كان النظام الإيراني وميليشياته شريكاً رئيسياً في جرائم القتل والتشريد والتغيير الديمغرافي التي ارتكبها نظام الأسد بحق الشعب السوري.

هذه الجرائم والمؤامرات تسببت في حرمان الشعب السوري، وخاصة السنة منه، من الحد الأدنى من سبل العيش، وصور مخيمات اللاجئين السوريين تدل على تدهور الأوضاع.

ومنذ انطلاق الثورة الإيرانية العظيمة في سبتمبر 2022، أعرب الشعب السوري الحر عن دعمه لمطالب الشعب الإيراني في التحرر والخلاص من دكتاتورية الملالي.

يرى الشعب السوري الذي عانى الأمرين من جرائم وتنكيل المليشيات الإيرانية أن رحيل الملالي هو مقدمة ليس فقط لخلاص الشعب الإيراني، بل كل شعوب المنطقة التي باتت ترزح تحت نير احتلال المليشيات متعددة الجنسيات المدعومة من طهران.

لتسليط الضوء على مختلف هذه القضايا وسبل حلها، استضاف الكاتب والصحفي السوري ضياء قدور مجموعة بارزة ومتنوعة من الكتاب والباحثين والصحفيين العرب في مساحة على توتير.

وفي هذا الخصوص، يقول السيد أحمد كامل، وهو صحفي وكاتب سوري بارز، أن نظام الأسد وإيران وروسيا باتوا يسيطرون اليوم على قرابة 60% من مساحة سوريا، وأقل من ثلث السكان، وهناك خلافات جوهرية تحدث بين هذه الأطراف التي تتنازع على النفوذ والسيطرة، موضحاً أن أغلب ثروات سوريا خارج أيديهم.

وأشار السيد كامل إلى الوضع الاقتصادي المزري في مناطق سيطرة الأسد، مبيناً أن متوسط راتب الموظف الحكومي هناك أقل من 10 دولار شهرياً.

وتطرق السيد كامل للحديث عن فشل عملية التطبيع العربي مع نظام الأسد ومبادرة خطوة بخطوة الأردنية، مؤكداً أن النظام لا يريد ولا يستطيع تقديم أي تنازلات او خطوات على الصعيد السياسي، خاصة ما يتعلق منها بابتعاده أو الحد من نفوذ إيران، ووقف تجارة الكبتاغون، والعمل عودة اللاجئين السوريين.

وأشار السيد كامل إلى أن تجارة الكبتاغون تحولت لمشروع دولي يتقاسم أرباحه كل من نظام الأسد وإيران وحزب الله وبقية المليشيات الطائفية متعددة الجنسيات.

ويرى الكاتب والمعارض السوري البارز، هيثم المالح، أن عملية التفاوض مع نظام الأسد عملية عبثية وذات محصلة صفرية.

ودعا السيد هيثم المالح، لتشكيل قيادة موحدة ومنظمة ومؤسساتية لقيادة مستقبل سوريا بعد الأسد، وقيادة عسكرية من مختلف الأطياف الثورية لتأسيس نواة جيش وأجهزة شرطة وأمن لضبط البلاد في المرحلة الانتقالية.

واقترح السيد هيثم المالح تشكيل جبهة موحدة من المعارضة الإيرانية والسورية والعراقية لمواجهة نظام الملالي، مشدداً على ضرورة دعم والتعاون مع المقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق لإسقاط نظام الفاشية في طهران.

وفي ذات السياق، يرى السيد نزار جاف، كاتب وباحث عراقي، أن تجربة المقاومة الإيرانية غنية ومتجذرة تاريخياً ولها نتائج على الأرض في الداخل وعلى الصعيد الدولي.

ودعا السيد نزار المعارضة السورية لتحذو حذو المعارضة الإيرانية في أن تكون معارضة منظمة ومؤسساتية ورقماً على الأرض.

وأوضح السيد نزار أن العقبة الرئيسية والخطر الحقيقي الذي يهدد سوريا، وطالما أنه موجود لن تنجح اي مبادرات عربية أو إقليمية مع نظام الأسد.

وبين السيد نزار أن الحل الوحيد هو مواجهة هذا النظام، وهي عملية، بحسب السيد نزار، يجب أن تتم عبر قنوات مجاهدي خلق.

، أن إيران تدخلت في سوريا بموافقة ضمنية أمريكية، وأن عملية التدمير الذاتي الذي تقوده إيران في دول المنطقة هو بطلب من أمريكا.

ويرى السيد أحمد الهواس، رئيس تحرير موقع رسالة بوست، أن عملية الصراع الأمريكي الإيراني عملية زائفة بعد أربعين عام ولم تندلع أي معركة حقيقية بين الطرفين.

وأوضح السيد الهواس أن إيران تترك ظلالاً قاسية في سوريا من خلال التشييع السياسي والعقدي.

ولا يرى السيد نظير الكندوري، أي ضوء في نهاية النفق، مشيراً إلى نظام الأسد، على سوءاته وضعفه، ربما استطاع شراء بعض الوقت للاستمرار في الحياة بسبب دعمه من إرادات دولية تجد مصلحتها مع هذا النظام.

وبحسب السيد نظير الكندوري، فإن إيران تستهدف شعوبنا بمليشيات عابرة للحدود، ولذلك يجب أن تكون مواجهتنا مع هذا النظام ليس قطرياً بل على شكل جبهة إقليمية ودولية موحدة يساند فيها الجميع بعضهم بعضَ.

وأشار السيد نظير الكنودري على أن الدول لا تنظر للمعارضات إذا لم تكن قوية وتثبت وجودها، مؤكداً على أن المعارضة السورية يجب أن تجعل ثمن احتلال إيران لسوريا ثمناً باهظاً.

وبين السيد سعد الشارع، وهو باحث مهتم بالشؤون الإيراني، أن لا شئ ينفع في مواجهة المشروع الإيراني وإجرامه سوى السلاح والمقاومة.

وأكد السيد سعد الشارع أنه لا يمكن التعامل مع إيران سوى بالعقلية العراقية وهي عقلية السلاح.

ويرى السيد الشارع أن تشكيل الشرق الأوسط الجديد الذي بدأته أمريكيا في عام 2010 يقتضي أن تكون إيران موجودة في العواصم العربية على شكل تقاطع للمصالح أكثر منه توظيف أمريكي للوجود الإيراني.

ويذكر السيد الشارع أنه لمواجهة المشروع الإيراني يجب الابتعاد أولاً عن الولايات المتحدة، مستبعداً أن تندلع أي مواجهة عسكرية قريبة بين الولايات المتحدة وإيران شرقي سوريا.

ولم يستبعد السيد الشارع أن يكون هناك تغيير ما قد يجبر الأمريكيين على تنفيذه في منطقة دير الزور والبادية والجنوب السوري تلبية لرغبة بعض الدول الإقليمية كالأردن مثلاً، وليس بالضرورة أن يكون عملاً عسكرياً ضد المليشيات الإيرانية بالشكل المتعارف عليه.

ويؤكد السيد الشارع على أن هناك ضوء في نهاية نفق سوريا لأن اليد الثورية ما زالت تقبض على السلاح في الداخل.

ووفقاً للشارع، خلافاً للجغرافيا العراقية التي أصبحت مرهونة لإيران بالكامل، فإن البندقية ما تزال موجودة في الجغرافيا السورية، ويفتح المجال واسعاً لاحتمالات التغيير القادمة، وعدم بقاء الوضع على ما هو عليه.

وبين السيد محمد الموسوى، وهو كاتب وباحث عراقي، أن عملية التطبيع مع نظام الملالي غير مجدية ولن تؤدي إلى أي نتيجة مرجوة، وسيمضي ويعود بنا إلى مربع الصفر ودائرة الفراغ.

وبحسب الموسوي، لا يوجد حلول لإنقاذ الدول العربية المتضررة من المشروع الإيراني سوى بإسقاط نظام الملالي، من خلال دعم المقاومة الإيرانية.

وأكد السيد الموسوي على أن مطلب المقاومة الإيرانية بإنشاء جبهة موحدة ضد نظام الملالي هو مطلب مشروع لأنه سيصون المنطقة ويوفر الاستقرار والأمن لها.

ضياء قدور

كاتب وباحث سوري، مختص في الشؤون الإيرانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى