تقارير

طبول الحرب تدق مجددا في النيجر وهذا مصير الجهود الدبلوماسية لتسوية الأزمة

عادت طبول الحرب لتدق من جديد في النيجر إثر فشل الجهود والجولات المكوكية في الوصول لتسوية سلمية للانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس بازوم خصوصا بعد استنكار “ايكواس ” لقيام المجلس العسكري بإعلان مرحلة انتقالية وتصاعد ضغوط فرنسا علي الجزائر للسماح لطائرات لعبور المجال الجوي لقصف النيجر

وفي هذه الإثناء بدأ قادة الانقلاب في النيجر باتخاذ إجراءات “استثنائية” تحسبا لـ”عدوان وشيك” وفق ما نقله التلفزيون الرسمي للبلاد؛ وذلك إثر رفض المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس” أمس الاثنين إعلان المجلس الانقلابي عن خطة انتقالية لمدة 3 سنوات.

وعقد وزير الصحة في النيجر العقيد غاربا حكيمي، اليوم الثلاثاء، اجتماعا طارئا مع مديري المستشفيات، لبحث تفعيل خطة طوارئ بديلة في أسرع وقت لمواجهة عدوان وشيك محتمل تهدد به منظمة “إيكواس”، حسب ما نقلته قناة “العربية”.

وجاء هذا الاجراء فيما يتخوف عدد من المراقبين من احتمال اندلاع حرب وشيكة بين العسكر و”إيكواس” التي أعلنت سابقا أن موعد التدخل العسكري اتخذ دون أن تكشف عنه، فيما شهدت مطارات دول غرب إفريقيا استعدادات عسكرية.

يأتي هذا في الوقت الذي رفضت  الجزائر رفضت من فرنسا يتضمن السماح لطائراتها العسكرية بعبور الأجواء الجزائرية من أجل مهاجمة البلد الجار النيجر، على خلفية الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم.

ولكن مصادر أكدت أن السلطات المغربية في المقابل قد سمحت لفرنسا في استخدام مجالها الجوي لقصف قوات المجلس العسكري في النيجر وإعادة الرئيس محمد بازوم للسلطة بدعم من ايكواس وقوات أغلبيتها من نيجيريا وكوت ديفوار

وأمس الإثنين أعلنت “إيكواس” رفضها إعلان الانقلابيين في النيجر عن فترة انتقالية مدّتها ثلاث سنوات.

وكان قائد الانقلاب الجنرال عبد الرحمن تياني الذي تولى السلطة بعد إطاحة الجيش الرئيس بازوم في 26 يوليو ، أعلن في نهاية الأسبوع الماضي عن مرحلة انتقالية لا تتجاوز ثلاث سنوات تبدأ منذ تنفيذ الانقلاب في يوليو.

وألقى تياني خطابه المتلفز السبت بعد أن زار وفد من “إيكواس” النيجر في خطوة دبلوماسية قد تكون الأخيرة قبل حسم المنظمة قرارها التدخل عسكرياً لاستعادة النظام الدستوري في هذا البلد.

وكانت مجموعة “إيكواس”، أكدت أن الخيار العسكري للتعامل مع أزمة النيجر ما زال على الطاولة، مشددة على أن المجموعة “ستستخدم كل الخيارات المتاحة إذا أدركت أن قادة الانقلاب في النيجر يتلاعبون بها

يأتي هذا في الوقت الذي اعتبرت مصادر أن ظهور زعيم مليشيات فاجنر الروسية بريغوجين في أفريقيا قد أكد سعيه لتوسيع الحضور الروسي في القارة؛ بعد أسبوع من تقرير تحدثّ عن وجود  كتيبة أوكرانية بأفريقيا بغية تقويض التوسع الروسي

وافادت مصادر أنه بظهور زعيم فاجنر في غرب إفريقيا وسواءً، انتهت أزمة النيجر دبلوماسيًا أو عسكريًا فإنّ جبهة صراع جديدة فتحت في الساحل في إشارة الي مواجهات مباشرة بين روسيا من جانب والولايات المتحدة وفرنسا من جانب اخر علي النزاع علي هذا الجزء من القاهرة السمراء

من جانب أخر رددت مصادر مطلعة بوجود علاقة وثقية بين السلطات الروسية وقوات وفاجنر والمجلس العسكري الحاكم في النيجر حيث تحدثت تقارير عن أن دعم روسيا للانقلاب يأتي لقطع الطريق علي إنشاء خط أنابيب غاز يبدأ من نيجيريا ويمر بالنيجر وصولا للجزائر فاروربا وذلك لتعويض القارة الأوروبية عن الغاز الروسي

وبدوره رأي المحلل السياسي والخبير في الشئون الإفريقية الدكتور حسن سلمان أنضلوع روسيا في دعم انقلاب النيجر لعرقلة خطانابيب الغاز هذا يبقي أمر واردا حال تأكد وجود دور لموسكو في الانقلاب باعتبار ذلك مصلحة روسية بامتياز خصوصا مع استغناء أوروبا عن الغاز الروسي وسعيهاللبحث عن البدائل                                                                        

ولفت إلي أن ي روسيا وهي تدير معركتها العسكرية في اوكرانيا تدير معارك اخري حول الصراع علي النفوذ في مناطق اخري في مسعي لتعطيل مصالح أوروبا

وأضاف ولعل مسألة خط الغاز هذه هي من تفسر الاندفاع من قبل الايكواس لحل الأزمة عسكريا وحصار المجموعة الانقلابية في ظل تضرر نيجيريا من تعطل هذا الخط 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى