طهران تعمل سرًا على تطوير رؤوس نووية لصواريخ تعمل بالوقود الصلب
![](https://alomah.net/wp-content/uploads/2023/11/ضياء-قدور1.jpg)
بقلم: ضياء قدور
وفقًا لتقرير جديد صادر عن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI)، يعمل النظام الإيراني سرًا على تطوير رؤوس نووية لصواريخ تعمل بالوقود الصلب بمدى يتجاوز 3000 كيلومتر.
يتم تنفيذ هذا المشروع في موقعين رئيسيين: شاهرود وسمنان، تحت إشراف منظمة الأبحاث الدفاعية المتقدمة (SPND).
تسلط هذه المقالة الضوء على تفاصيل هذا البرنامج، وأساليب النظام في التستر عليه، وتداعياته على الأمن الإقليمي والدولي.
الأنشطة النووية في موقع شاهرود
يقع موقع شاهرود الصاروخي على بعد 35 كيلومترًا جنوب شرق مدينة شاهرود، ويعد أحد المراكز الرئيسية لتطوير الرؤوس النووية.
كان يُزعم سابقًا أنه منشأة بحثية فضائية، لكن في الواقع، يعمل خبراء SPND هناك على تصميم واختبار رؤوس نووية لصواريخ “قائم-100” العاملة بالوقود الصلب. هذه الصواريخ،
التي طورتها قوات الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني، تمتلك منصات إطلاق متحركة وتم بناؤها على غرار النماذج الكورية الشمالية.
الأنشطة النووية في موقع سمنان
يعد موقع سمنان الصاروخي مركزًا رئيسيًا آخر لتطوير الأسلحة النووية الإيرانية. يقع هذا الموقع على بعد 70 كيلومترًا جنوب شرق مدينة سمنان،
ويستخدم لإجراء الأبحاث على صاروخ “سيمرغ”، وهو صاروخ يعمل بالوقود السائل بمدى يتجاوز 3000 كيلومتر.
تُظهر الأدلة أن العديد من المنشآت في هذا الموقع قد بُنيت تحت الأرض، مما يجعل من الصعب اكتشافها عبر الأقمار الصناعية والمراقبة الدولية.
محاولات التغطية والخداع يستخدم النظام الإيراني العديد من الأساليب لإخفاء برنامجه النووي، بما في ذلك تقديمه كمشروع فضائي،
واستخدام أسماء مدنية للمنشآت العسكرية، ومنع المراقبين الدوليين من دخول المواقع الحساسة.
على سبيل المثال، يتم إطلاق صواريخ “قائم-100″ و”سيمرغ” تحت ذريعة كونها “حاملات أقمار صناعية”، في حين أن الهدف الحقيقي منها هو تطوير أنظمة حمل الرؤوس النووية.
المخاطر والتداعيات الدولية
أثار الكشف عن هذه المعلومات مخاوف خطيرة بشأن الأمن العالمي. ومن أبرز المخاطر المحتملة:
1- تهديد مباشر للأمن الإقليمي:
مدى هذه الصواريخ الذي يتجاوز 3000 كيلومتر يجعلها قادرة على استهداف مناطق في الشرق الأوسط وأوروبا وحتى أجزاء من آسيا، مما يهدد ميزان القوى الإقليمي ويؤدي إلى سباق تسلح جديد.
2- تصاعد التوترات مع المجتمع الدولي:
قد تؤدي الأنشطة النووية السرية لإيران إلى فرض عقوبات أكثر صرامة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها. كما يمكن تفعيل آلية “سناب باك” في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مما يزيد من الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية على النظام الإيراني.
الحلول المقترحة للمجتمع الدولي لمواجهة التهديدات الناجمة عن البرنامج النووي الإيراني،
يجب على المجتمع الدولي اتخاذ التدابير التالية:
1- تفعيل آلية “سناب باك”: يجب إعادة فرض قرارات مجلس الأمن الدولي ضد إيران، لا سيما تلك المتعلقة ببرنامجها الصاروخي والنووي.
2- تعزيز الرقابة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA):
من الضروري منح الوكالة الدولية للطاقة الذرية صلاحية الوصول الكامل وغير المقيد إلى جميع المواقع النووية الإيرانية المعلنة وغير المعلنة.
3- فرض عقوبات مستهدفة على الأفراد والكيانات المرتبطة بالبرنامج النووي:
يجب فرض عقوبات على الشخصيات الرئيسية، مثل قادة الحرس الثوري والعلماء النوويين التابعين لـ SPND، لإبطاء تقدم هذا البرنامج.
4- تعزيز التعاون الأمني الدولي: يجب على الدول الغربية وحلفائها في المنطقة تعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية والتعاون الأمني لرصد التهديدات الناتجة عن البرنامج النووي الإيراني والتعامل معها.
خلاصة القول:
يمثل البرنامج النووي السري لإيران تهديدًا خطيرًا للأمن العالمي.
يستخدم النظام الإيراني أساليب مخادعة لإخفاء هذا البرنامج، بينما يسعى إلى كسب الوقت عبر المفاوضات والاتفاقيات المحدودة.
ومع ذلك، تشير الأدلة إلى أن هذا البرنامج يتقدم بسرعة، مما يستدعي اتخاذ إجراءات حاسمة من قبل المجتمع الدولي للحد منه.
إن فرض عقوبات أكثر صرامة، وتعزيز الرقابة، وزيادة التعاون الأمني هي حلول ضرورية لمواجهة هذا التهديد.
وكانت المقاومة الإيرانية قد دعت إلى تظاهرة ضد النظام الإيراني يوم 8 فبراير لدعم السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية؛
ومن المتوقع أن يشارك آلاف الأشخاص من مختلف أنحاء أوروبا في هذه التظاهرة.