“طُوفانٌ على سَواعِدِ الرِّيحِ”.. شعر: محمد فايد عثمان
أَخْتَارُ مَوتِي إِذَا مَا اخْتَرتَ أَنْتَ حَيَاةْ
تَعِيْشُ بِالذُّلِ تَرْضَى أَنْ تُدَاسَ جِبَاهْ
تَهُونُ .. إِنْ صَارِخٌ أَزْرَى بِهَيْبَتِكُمْ
وَتَقْبَلُ الضَّيْمَ تَرْجُو بِالخُنُوعِ نَجَاةْ
تَظَلُّ تَرْجُفُ .. لَمْ تَجْنَحْ بِرَاجِحَةٍ
إِلَى الهُرُوبِ وَلا يُجْدِيكَ بَعْدُ سِفَاهْ
تَشْتَطُّ فِي صَلَفٍ وَالنَّارُ أَقْبِضُهَا
أُعَاقِرُ الصَّبْرَ أَرْقَى بِاليَقِيْنِ مَدَاهْ
وَفِي الطَّرِيْقِ إِلى حَقِّي أُلِمُّ بِهِ
لا أَسْتَكِيْنُ وَلَمْ أَحْفِلْ بِجَوْرِ قُضَاةْ
وَقَد مَضَيْتُ .. فَمَا شُغْلِي بِمَكْرِكُمُ
وَكَمْ تَجَشَّمْتُ أَهْوَالًا وَعَسْفَ طُغَاةْ
وَاليَومَ أَقْبَلْتُ ( طُوفَانًا ) وَتَحْمِلُنِي
سَوَاعِدُ الرِّيْحِ جِنًّا أَنْتَ كَيْفَ تَرَاهْ ؟
تَتُوهُ في سَكَرَاتِ المَوتِ تَسْحَقُكُمْ
نَوَازِعُ الخَوفِ إِذْ مُدَّتْ إِلَيْكَ خُطَاهْ
تَمُوتُ .. وَالرَّأسُ مَحْنِيٌّ وَمُنْتَكِسٌ
دَاسَتْهُ أَقْدَامُ مٍن مَرُّوا عَلَيْهِ جُفَاةْ
حَطَّتْ عَلَيْكَ مِنَ الأَجْوَاءِ رَاجِمَةٌ
وَمِخْلَبُ النَّسْرِ مَكْتُوْبٌ عَلَيْكَ شَقَاهْ
نُسُورُنَا حَلَّقَتْ فِي الجَوِّ صَاعِقَةً
بِالمَوْتِ فِي إِثرِكُم تَطغى بغير أناة
أَوْدَى بِكَ الرُّعْبُ فِي أَقْصَى مَنَازِلِهِ
وَتَخْرَسُ الآنَ لَمْ تَنْبَسْ بِبِنْتِ شِفَاهْ
نَبِّئْ ( فِلَسْطِيْنَ ) أَنَّا لا نَزَالُ عَلَى
عَهْدِ الوَفَاءِ وَأَنَّا سَادَةٌ وَحُمَاةْ
حَطِّمْ بِنَائِي فَلَنْ تَخْفَى مَعَالِمُهُ
عَن فِتْيَةٍ فِي جِهَادٍ تَستَعِيْدُ بِنَاهْ
وتَغسِلُ الوَجْهَ مِن أَدْرَانِ مَخبَرِكُمْ
وَمِنْ بِنِي العَمِّ مِنْ يَخْذُلْ أَخُوهُ أَخَاهْ
تَخَاذَلَ القَومُ وَابْنُ العَمِّ فِي فَزَعٍ
وَالغَرْبُ يَفْزَع لِلمُحْتَلِّ دُونَ رَجَاهْ
جَاءَتْ بَوَارِجُهُمْ فِي البَحْرِ حَاشِدَةً
وَأَغْدَقُوا مِنْ سَعِيْرِ النَّارِ وَا أَسَفَاهْ
وَمِلَّةُ الكّفْرِ طُولَ الدَّهْرِ وَاحِدَةٌ
مَتَى تَكُونُ لِشَيْطَانٍ فُرُوضُ صَلَاةْ
يَمُدُّ يُسرَاهُ بالخُبْزِ الَّتِي عُجِنَتْ
بِالسُّمِّ وَالخِنْجِرْ امْتَدَّتْ تَغُزُّ يَدَاهْ
أَنَا لِىَ اللهُ .. لا أَخْشَى بِوِعْدَتِهِ
تَقَدَّسَ اللهُ قَد أَكْبَرتُ عَهْدَ رِضَاهْ
أَجُودُ بِالرُّوحِ لا أَرْجُو بِهَا بَدَلا
وَأَبْذُلُ النَّفْسَ مِطْوَاعًا بِغَيْرِ أَنَاةْ
مُجَاهِدًا قَائِمًا بِالسَّيْفِ أَحْرُسُهُا
وَأَفْتَدِي حَوزَةَ الأَقصَى أَصُونُ حِمَاهْ
لَئِنْ تَعَجَّلْتُ يَومَ النَّصْرِ لِي أَمَلٌ
وَرُبَّمَا شَاءَتِ الأَقْدَارُ غَيْرَ مُنَاهْ
لَكِنَّمَا فُسْحَةٌ فِي العُمْرِ تُبْلِغُنِي
وَإنْ أَنَا مِتُّ فَاحْمِلْ رَايَتِي وَلَدَاهْ
___________________
محمد فايد عثمان
الثلاثاء ١٧ أكتوبر ٢٠٢٣م .