ظل أمي.. ديوان جديد وقصائد للشيشاني سليمان حاجي أوتاييف

صدر حديثا عن دار أم الدنيا للدراسات والنشر والتوزيع، ديوان “ظل أمي” للشاعر الشيشاني سليمان حاجي أوتاييف.
عنه يقول إيفان جالوبنيتشي عضو مجلس إدارة اتحاد الكتاب الروس: لقد أنجز الشاعر الشيشاني الروسي البارز ورجل الدولة، والشخصية الدينية والعامة سليمان حاجي أوتاييف كتابا من المؤكد أنه سيصبح ليس ظاهرة مهمة في الأدب الشيشاني الحديث فحسب، بل وعاملاً قويا في تعزيز الوحدة الروحية لروسيا العظيمة متعددة القوميات.
وعنه كتب شاريب تسوروييف نائب رئيس اتحاد الكتاب بجمهورية الشيشان: يمكن وصف معظم قصائد سليمان حاجي بكلمة واحدة: إنها صلاة شاعر يؤديها لله تعالى من أجلنا، ومن أجل الناس على الأرض ومن أجل خلاص نفوسنا من الخطايا.
فسليمان حاجي هو أحد أولئك الذين يبدعون الشعر الروحاني ويعيدون الشعر إلى جوهره الحقيقي الأصيل – الإرشاد الناس إلى الطريق القويم الوحيد، إلى طريق الأخلاق، الطريق إلى الله.
سليمان حاجي أوتاييف، شاعر، ولد في عام ١٩٥٨ في كازاخستان وأنهي دراسته الجامعية في المعهد الزراعي بإقليم القوقاز، ثم انتقل للدراسة في المعهد العالي للدراسات الإسلامية بالقاهرة والتابع لوزارة التعليم العالي المصرية. عمل قاضيا ونائبا لمفتي جمهورية الشيشان. ومنذ عام ٢٠٠٠ يعمل بالممثلية الدائمة الجمهورية الشيشان بمكتب الرئيس الروسي. وهو النائب الأول لممثل الشيشان المفوض لدي الرئيس الروسي منذ ٢٠٠٨.
حصل على ميدالية الاستحقاق على ما قدمه من خدمات لجمهورية الشيشان. ووسام الاستحقاق كأفضل اقتصادي في الشيشان. يشغل عضوية اتحاد كتاب روسيا فرع مدينة موسكو)، ونال منه جائزة الشاعر ألكسندر كوبرين السوار الأرجواني.
صدر له ثلاثة دواوين شعرية هي: معنى الكلمة.. كتاب الحياة، ظل أمي.
في تقديمه يقول الدكتور والأديب ايفان جالو بنيتشي عضو مجلس إدارة اتحاد الكتاب الروس: صوت الشعب الشيشاني عن أشعار سليمان حاجي أوتاييف، يتمتع الإبداع الشعري للشعب الشيشاني بتقاليد عريقة تعود إلى نشأة الأغاني الملحمية البطولية في العصور القديمة. وأخذت الذاكرة التاريخية للشعب الشيشاني تنقل من جيل لجيل في شكل شعري مضمون الكثير من الأحداث التاريخية الكبرى وطبعت في الذاكرة وللأبد النماذج البارزة للشجاعة والاستبسال في القتال، وللإنسانية الحقيقية ومناصرة والتمسك بالتقاليد القومية والقيم الروحية وإدراك الشعب الشيشاني للعالم بشكل عام، وتطور روحه الوطنية في مختلف العصور التاريخية. وتعد تلك الأغاني البطولية والملحمية التي وصلت إلى العصر الحديث بفضل رواة القصص الشعبيين دليلاً على الأصالة العميقة للشعب الشيشاني، وتفرده في حسه الوطني الناصع، وإنسانيته الحقيقية ونقائه الأخلاقي.
وقد ازدهر الأدب الشيشاني في القرن العشرين، وأهدى الوطن والعالم عددًا كبيرًا من الأسماء الموهوبة التي أصبحت أعمالها معروفة على نطاق واسع بفضل جهود أفضل مترجمي الأدب الروس. واليوم؛ وفي بداية القرن الحادي والعشرين؛ يتميز الشعر الشيشاني يتوفره على عدد من الأسماء الموهوبة والجديرة بتمثيل العبقرية الشعرية الوطنية للشعب الشيشاني في المرحلة التاريخية الحالية.
وسليمان حاجي أوتاييف من الشعراء، الذين يمكن القول بثقة وبالدليل: إن أشعاره هي صوت للشعب الشيشاني. وهو يدعو في قصائده إلى الإخلاص للقيم الدينية والمبادئ الأساسية للوجود الإنساني، ويستخدم لذلك الكلمات الصادقة والثاقبة، والسهلة للتعبير عن مشاعره، ويلبس هذه الكلمات أشكالاً شعرية. وليس سرا أن أسلوب الحياة التقليدي للحضارة الإنسانية برمته يتعرض اليوم، في ظل عالمنا اليوم الوحشي والمنحط إلى حد كبير، لاختبار قاس. وتطور هذا الأسلوب على مدى قرون وبدا حتى وقت قریب موثوقا به ومتوازنا نسبيا.
وأضحت العودة إلى الجذور وإلى القيم الوطنية والمبادئ الدينية، هي السبيل الوحيد الممكن لتحقيق التعافي الأخلاقي للشعب، والتغلب على إغراءات العصر، وإيجاد رؤية عالمية حقيقية وموثوقة لمسار واضح نحو المستقبل. ويبدو سليمان حاجي أوتاييف في قصائده أمام القارئ كرفيق خير في الوطن، ومعلم حكيم، ومسلم مؤمن بصدق وحماس يتمنى الخير والسلامة الأخلاقية لشعبه الشيشاني الأصلي.
وتكمن القوة الحقيقية لقصائد سليمان حاجي أوتاييف في اعتماده – في نظرته الشعرية للعالم على التجربة الوجودية لشعبه وعلى القيم الروحية والأخلاقية في الإسلام. أما موضوعات المسؤولية الحتمية للإنسان أمام الله تعالى، وفهم مكانه في الحياة، وبناء العلاقات مع العالم المحيط – بشكل صحيح – فليست سوى بعض ما يكشف عنه الشاعر في قصائده. أما هدفه الرئيسي هو أن يكون مسموعا من شعبه الأصلي، وأن يمنح العالم بعض الخير، وأن يجعل العالم أقرب إلى الكمال ولو قليلاً.
ويتحدث الشاعر عن هذا الأمر بشكل مباشر وصريح: «لقد ولدت قصائدي ليس من وحي قصص خيالية ولا من وحي أحلام فارغة وليس من قصص الآخرين… بل من أجل شعبي / ألفت هذه الأغاني وقدمتها هدية لوطني تلك الأغاني». وتكمن القيمة الحقيقية لقصائد سليمان حاجي أوتاييف في كونها قريبة للشعب، وهو ما يمنح هذه القصائد القوة والعمق؛ مما يجعلها قريبة ومفهومة لأي شخص عادي، بغض النظر عن جنسيته.
وربما يتفق معظم الناس على أن العائلة تمثل إحدى أهم القيم، واختار سليمان حاجي أوتاييف ظل أمي» عنوانا لكتابه، وهو ما يحدد موضوعه الأساسي والرئيسي وتم نشر الكتاب بالفعل باللغة الشيشانية، وكان نشره بالترجمة الروسية ضروريا للغاية – للقراء الشيشان والروس على حد سواء. ففي عالمنا المعاصر المنقسم والمليء بالتناقضات تبدو كل ظاهرة تحمل في داخلها ذرة من الحقيقة والخير والسلام والتفاهم المتبادل شديدة الأهمية. وليس هناك شك في أن هذه القصائد سوف تجد قارنا ممتنا، وسوف تحقق رسالتها السامية في التنوير الروحي.
لقد أنجز الشاعر الشيشاني الروسي البارز ورجل الدولة والشخصية الدينية والعامة سليمان حاجي أوتاييف كتابا من المؤكد أنه سيصبح ليس فقط ظاهرة مهمة في الأدب الشيشاني الحديث بل وعاملاً قويا في تعزيز الوحدة الروحية لروسيا العظيمة متعددة القوميات.
ومن قصائد الكتاب نقرأ:
أمي، أمي، أمي يا قلبي!
أنظر إلى عينيك وأتغزل فيهما.
وليس بمقدور الكلمات أن تعبر عن حبي وشوقي لجمالك يا أمي.
أمي،
جزء من روحي طالما كنت بجواري كانت حياتي رائعة وكل ما يهدد روحي مثل صاعقة رعدية أننا سنفترق يوما ما.
مفتاح الجنة.