الأحد يوليو 7, 2024
أقلام حرة

عائدة بن عمر تكتب: مهر الحرية

التحرر من القيود بكل اشكالها له ثمن باهظ وجب على من ارادها – الحرية – ان يدفعه.

كم من دماء زكية اريقت تمهد الطريق لتحرر البشر من قيود البشر.

الحرية التي افهمها هي ما قاله الصحابي الجليل ربعي ابن عامر – رضي الله عنه – لقائد الفرس حيث أخبره بسبب حرب المسلمين لهم

” لقد ابتعثنا اللهُ لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، فمن قَبِلَ ذلك منا قبلنا منه، وإن لم يقبل قبلنا منه الجزية، وإن رفض قاتلناه حتى نظفر بالنصر”

في الحوار السابق استكمل ربعي – رضي الله عنه وعن سادتنا المجاهدين في كل مكان وزمان – معنى الحرية بإبراز قيمة الفرد حين يعيش حرا بين احرار.

فحين طلب منه قائد الفرس وقتا طويل ليدرس امر الحرب او الصلح مع قومه قال له ربعي – رضي الله عنه –

 

: إن رسول الله قد سن لنا ألا نمكن آذاننا من الأعداء،

وألا نؤخرهم عند اللقاء أكثر من ثلاث (أي ثلاثة أيام فقط حتى لا يتمكنوا منا ويتداركوا أمرهم)،

 

فإني أعطيك ثلاثة أيام بعدها؛ اختر الإسلام ونرجع عنك أو الجزية، وإن كنت لنصرنا محتاجًا نصرناك، وإن كنت عن نصرنا غنيا رجعنا عنك،

 أو المنابذة في اليوم الرابع، 

 

وأنا كفيل لك عن قومي ألا نبدأك بالقتال إلا في اليوم الرابع، إلا إذا بدأتنا

 

(أي: أنا ضامن لك ألا يحاربك المسلمون إلا في اليوم الرابع).

 

سأله رستم:

 أسيِدهم أنت؟  (أي: هل أنت سيد القوم ورئيسهم حتى تضمن لي أن لا يحاربوني؟).

 

 فقال ربعي – رضي الله عنه – ما يوضح قيمة الفرد الحر في مجتمع الاحرار:

لا، بل أنا رجل من الجيش، ولكن أدنانا يجير على أعلانا.

(فهو يقصد أن أقل رجل منا إذا قال كلمة، أو وعد وعدا لا بد وأن ينفذه أعلانا).

هذا التحرر من كل قيد الا ما قيده الله والتمتع بالصلاحية الكاملة غير المنقوصة في المجتمع من حولك هو ما دفع المجاهدين في سبيله ارواحهم على مر الزمان من سمية وياسر ابن عامر ومن قبلهم كل اتباع الرسل حتى الساعة.

السلعة نفيسة فلا تستكثروا في مقابلها شيئا.

اللهم انزل الطمأنينة والسكينة على قلوب اهلنا واخواننا في غزة.

وانتقم اللهم من كل جبان وخائن ومنافق وعميل.

Please follow and like us:
عائدة بن عمر
عضو مؤسس في منظمة «إعلاميون حول العالم»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب