الأحد يوليو 7, 2024
أقلام حرة

عائدة بن عمر تكتب: «الجهاد»!

تتعامل الأمة منذ أربعين سنة مع لفظ «الجهاد» معاملة الممنوعات، هناك من يتعاطوها ولكن بالسر.

فمن بعد الجهاد في افغانستان تقريبا لم يعد استخدام هذا المصطلح -لأسباب لا تخفى على أحد- هو الأسلم للكثيرين وتم استبداله بمصطلحات آخرة كالمقاومة أو الانتفاضة أو الهبة.

وكان مصاحبا لهذا دفن كل معاني وأهداف وفقه الجهاد وأثره على حياة الأمة وقوتها وعزتها.

ومع هذا التعتيم -الذي عانى كل من يحاول خرقة سواء دعوة أو تفقيه وتعليم أو تدريب من مطاردة صائدي الساحرات في بلادنا داخليا أو خارجيا- نشأت أجيال لا ترى مجاهدا الا المنتصر قاهر عدوه أو صاحب القوة الضامنة للنصر قبل بداية النزال أصلا كأنها كما غرسوا في أذهان البعض مقاومة على النمط الغربي.

كثير من جيلنا وما تلانا لم يقرأ سورة البروج بتدبر وفهم بل يقرأ القرآن كله كأنه كتاب تاريخ ومواعظ والسلام عليكم.

لأنه لو قرأ الآيات وعرف أسباب التنزيل وقرأ التفاسير الموسعة التي تضمنت كل ما وصل أصحابها لعلم أن الغلام علّم الطاغوت كيف يقتله ليقيم الحجة عليه أمام الناس فمات شهيدا وكيف أن الناس عندما عرفوا الحق لزموه حتى لو كان ثمنه أن يؤجج بهم الأخدود، من قرأ وتدبر قرانه وفهم لفهم، ولفهم ماذا كسب سحرة فرعون حين صدعوا بالحق في وجهه فنكل بهم في ساعة.

وإذا قرأ السيرة والسنة لفهم كذلك ماذا فاز حرام بن ملحان رضي الله عنه حين قال «فزت ورب الكعبة» قالها وروحه تفيض مغدورا في أرض غريبة.

على السائر في الطريق أن يظل على سيرة فيلقى الله على ذلك وهذا هو الفوز العظيم.

وهل أفضل أو أشرف من أن يعيش المسلم على مرضاة ربه أو أن يموت المسلم وربه راض عليه؟

اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك واحفظ إخواننا المرابطين بما تحفظ به عبادك الصالحين.

Please follow and like us:
عائدة بن عمر
عضو مؤسس في منظمة «إعلاميون حول العالم»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب