أقلام حرة

عادل الشريف يكتب: إسراؤنا ومعراجنا

لم يكن أبو بكر الصديق عجبا حين صدّق فأصبح صدّيقا.. فهو كان يسري شوقا إلى مساحات الأرض المتشوقة للدعوة ويعرج إلى أبراج السموات المتشوقة للدعاء..

كان الصديق يعرج إلى ربه ويقتحم سدرة المنتهى في كل مرة كان يحمله بُراق بسم الله الرحمن الرحيم ويشحذ همته أكثر براق الحمد لله رب العالمين، وتجوز به عربة الألف خيل السماوية سماوات الرحمن الرحيم، فإذا فاه بمالك يوم الدين انفتحت بوابات العرش واصطفت الملائكة ببدائع أنوارهم لاستقبالك لتلج وتقترب في ختام رحلة المعراج وأنت تخاطب ربك الحبيب (إياك نعبد وإياك نستعين)، أليس هذا معراج كريم فبعد ان كنت تتحدث عن ربك من اول بسم الله…

وحتى مالك يوم الدين صرت الآن تحدث الله وتخاطبه فبماذا يسمى إن لم يكن معراجا.. فقط فقط أزح الزمال وقم.. فقط فقط أزح الدثار وقم.. وكأن قم أمر بالثورة على الزمال والدثار وهما غطاءان، الأول للالتفاف به، والثاني للاختباء خلفه..

فهل كانا هما الحل لخوف النبي النفسي وله طلب الزمال لتخف رعدته وارتعاشات قلبه وجوارحه، والخوف من الآخرين وله طلب النبي الدثار ليختبئ خلفه من أعدائه.. فهل رضي الله له حل الزمال والدثار.. لا بل قال (يا ايها المزمل قم.. يا أيها المدثر قم..)، و(قم) ثورة عارمة عازمة حاسمة واعية.. ثورة تعرف وجهتها ومتزودة بزادها من انوار الوحي والإتباع..

ثورة لم ترض بأصنام ولا أوثان ولا أي انحراف.. ثورة على فرعون ثلاث وسبعين مرة وعلى كل طغاة الأرض مليار مرة.. أشحذوا هممكم من معراجكم بالفاتحة، واهبطوا من سماوات المعراج بهدية ربكم بهداية الصراط المستقيم.. وأتموا الثورة لله.. لكن تنبهوا إلى ربانية ثورتكم وتنظيفها وتطهيرها ووضوئها..

فروح القدس ينتظر ان يكون مع كل واحد فينا (قاب قوسين أو أدني) يا عبد الرحمن أنت عبد الله وأنا جبريل، أقرأ ولا تقل اليوم ما أنا بقارئ فنبيك تذكر ساعتها أن القراءة الكونية لا تقل قدسية عن القراءة القرآنية، اسألوا أهل الرباط في القدس وعسقلان تعرفوا مجد القراءة الجديدة وتأهلوا لنتاج هذه القراءة وثمارها الأغلى خاصة خبر نبيك أن الجولة القائمة هذه الأيام ستنتج خلافة على منهاج وأنوار النبوة في بيت المقدس، تيقنوا بخبر نبيكم وتأهلوا لترتقوا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights