عادل الشريف يكتب: الخروج من الأزقة الرمادية
طال الحديث مع صديق له خبرات متميزة في تحليل صنوف الناس عموما والمنتمين للحراك الإسلامي بصفة خاصة فيغيظه انشغال الكثيرين منهم بغير عمل الساعة حتى لو كان التحلق حول مائدة القرآن والاختلاف حول الإطباق التام للميم الناتجة من إقلاب النون الساكنة لكون الباء بعدهما، او الإخفاء الشفوي..
ما علينا.. المهم فعلا أن الكثيرين منشغلون بغير عمل الساعة ويرجئونه وربما كان ذلك هو سر تأخر نصرة الأمة وتمكين دينها وشريعتها من تسيير حياتها.
إن الفارق بالغ الضخامة بين حال الحراك الإسلامي السوري قبل اثنا عشر سنة وبين حالها الآن، والسر أنهم قبل ذلك تكتلات متشرذمة تحرس حظوظ نفوسها وتنظر أسفل أقدامها فتتلاعن وتتهم بعضها بعضا حتى انحسروا انحسارا تاما في إدلب فكأنما سكنوا أزقة رمادية كئيبة فلاهي بيضاء بأنوار التمكين ولاهي سوداء بسواد الحالة السيساوية،
فراحوا يراجعون ويتلاومون ويستغفرون ويتصافحون ويتسامحون حتى تنظفت القلوب وخلصت النفوس من حظ النفوس إلى حظ الإسلام وحده،
فبذلك ارتفعت الرؤوس وباتوا ينظرون إلى الأفاق العالية فأتم الله عليهم النعمة وأحالوا بتلك الحالة الربانية إدلب من ازقة ضيقة رمادية إلى مدينة منورة بإقامة النموذج الحي لطموحاتهم الربانية..
فمن هنا بداة الملائكة تتنزل عليهم بأسباب النصر إلى درجة أن الشرع يقول لإخوانه في مايو 2023 إني أراكم اليوم في حلب فلما سنحت الفرصة تحركوا يركلون الباب في حلب فتتابعت بعد بوابة حلب بوابات حماة وحمص ودمشق والساحل بلاذقيته وطرطوسه فأدركوا أنه الله وحده بكرمه عليهم بعد حالهم الجديد..
فقط واجب الساعة اجتماع الكلمة وإمساك اللسان عن اتهام إخوانك والتخلي عن حظوظ النفس ووضع هدف التمكين لدينك القيم أمام وجهة حركتك..
ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون.. وإياك أن تتأخر في انتظار الناس يفعلون قبلك فزمام المبادرة لا يمسك به إلا الأحرار الأفذاذ.